الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تساؤلات من زمن كورونا

كيف تبدو الحياة اليوم؟ وكيف هي حيوات البشر في زمن الجائحة؟ وما الذي أصبح في ذيل قائمة الأولويات.. وما الذي تقدم؟ وكم نسبة التغيير، الذي أحدثته الجائحة سيكولوجياً على مجتمعاتنا تحديداً، وأقول «نحن»، لأننا مجتمعات استهلاكية، عنيدة نوعاً ما، تعتني بالشكليات، والمظاهر، وتحجّم الجوهر أحياناً كثيرة، وإن كان الثمن تجرع طعم الخسارة، وكأنها عقوبة اختيارية!

في ظل جولات انحسار، وانتشار للفيروس، ومع ضرورة «كسر جزئي» لقيد الخوف لأجل عجلة الحياة، واستمرار الإنتاجية، وتسيير لمصالح الناس وشؤون الدولة، يبقى قدرنا أن نعيش الحياة وفق هذا «الكسر»، متأبطين حذرنا وتوجسنا من مغبة التقاط الفيروس بطريقة ما!

ماذا غيرت فينا الجائحة؟ هل جعلتنا أكثر ديناميكية، في التعامل مع أكثر الأشياء قسوة، أومفارقة في حياتنا، كأن نودّع أحبة لنا قضوا إثر الوباء أو بغير الوباء، فلا نجرؤ على توديعهم كما يجب أوكما يليق بهم؟ وهل تخلينا عن شروطنا التعجيزية التقليدية، وسخافاتنا الشكلية، التي كانت تعوق أفراحنا، لطالما كان الشرط، والأصل في الارتباط هو الإشهار، وهل نحتت الجائحة صخورنا الجاثمة فوق قلوبنا، فنصفح بحب، ونسامح بنبل غير مشروط، ممن لا يمكن أن نضحي بهم مهما بلغ الخلاف معهم، أو بلغ وجعنا منهم؟

وهل استشعرنا حجم الغيّ الذي كنا غارقين فيه، من انغماسنا في حياة مترفة لا تشبهنا وفوق حاجتنا، حياة زائفة، لم تمنحنا سوى الشعور بعبء أغلالها، وسخافتنا، وتفاهة تفكيرنا، وربما أنانيتنا!

وهل اتّسعت مساحات القلوب قليلاً، وتناسل «الخوف المستحب» فينا، من مغبة الفقد في فقد أحبة لنا في غفلة منا، أومغالاة كِبر، أو لوثة عناد؟ وهل التهب شغف الحياة في صدرونا في ماراثون الجائحة، لنهرول صوب ما نحب، وما تأخرنا كثيراً في تحقيقه، أوالاحتفاء به، أواستذكار شكر الله على الكثير مما ننعم به؟ وهل تخلينا عن أنانيتنا وتقاسمنا الحب، والحنيّة كما اللقمة الطيبة مع أحبتنا، وهل تخففنا حقاً من كل عقدنا، ومغالاتنا، وعدنا أدراج إنسانيتا الحقّة؟ وهل استطاعت الجائحة فعلياً، إعادة «تدويرنا» على النحو الذي يجب أن نكون عليه؟!