الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

العراق وثمن إغلاق السفارة الأمريكية

هل يمكن أن تمضي واشنطن في تهديدها بغلق سفارتها في بغداد وسحب ما يقرب من ثلاثة آلاف من جنودها، بعد استمرار قصف المنطقة الخضراء ومعسكرات ذات وجود أمريكي بصواريخ كاتيوشا، الذي تنفذه ميليشيات موالية لإيران خارجة عن سيطرة الدولة العراقية؟

بغداد اعترضت على القرار الذي تطير إيران فرحاً في حال تحقيقه، ومرجع مخاوف بغداد ينصب حول مصير جهود مكافحة الإرهاب وملاحقة مجاميع تنظيم داعش، التي بدأت تتسلل إلى قرى وبلدات صغيرة حدودية مع سوريا وأخرى في مناطق وعرة.

كما تتجلّى مخاوف بغداد في احتمال أن تقوم دول أخرى مشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب بسحب مالها من العراق، وهو احتمال وارد، ذلك أن قوات المارينز الأمريكية توفر بصورة غير مباشرة الحماية والتنسيق الأمني مع 12 سفارة أجنبية في المنطقة الخضراء، وتلك السفارات لن تثق بالبقاء في مكان غادره الأمريكان لأسباب أمنية.


في الوقت ذاته، لا يبدو الأمر واقعياً، بإغلاق السفارة وسحب الجهد الأمريكي البشري واللوجستي من العراق، إلا في حال كان التهديد الإيراني أو عبر الميليشيات وصل حد التنفيذ بما يوقع خسائر، مؤكدة في الجانب الأمريكي أو في حال كان هناك قرار حرب على الميليشيات ومقارها ورموزها داخل العراق، ويأتي الانسحاب كخطوة تحسبيّة مبكرة.


كما أن واشنطن التي أنفقت 600 مليون دولار في بناء السفارة، وشيدت منظومة اتصالات لوجستية عظيمة لها في بغداد، منذ أن أزاحت القوات الأمريكية في عام 2003 النظام السابق ومهّدت للنظام الجديد، لا يمكن أن تقدم على خطوة ذات فائدة مجانية لإيران قبل استنفاد طرق ووسائل عدة في الميدان الدبلوماسي والأمني والاستخباراتي أيضاً.

في الجانب الآخر، ستبدو الخطوة الأمريكية أكثر من أي رد فعل دبلوماسي يتناسب مع الواقع، وسيظهر الحكومة العراقية خارج دائرة الصراع وعوامل السيادة والأمن، وأن المسألة هي مواجهة مباشرة بين الأمريكان والميليشيات الموالية لإيران.

بلا شك أن واشنطن تستشعر الخطر الزاحف نحو جنودها ووجودها الدبلوماسي، وليس العسكري فحسب، وهي علامات تهديد قوية.

لا يمكن تقدير رد الفعل الأمريكي فيما لو كانت الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات قرب مطار أربيل، أو على منزل الأسرة العراقية التي فقدت 7 من أفرادها في محيط مطار بغداد قد أصابت جنوداً أمريكيين؟