الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حرب العبور.. وجسور السلام

تصادف اليوم ذكرى العبور، إحدى تسميات حرب السادس من أكتوبر، حرب رمضان، أو يوم الغفران (يوم كيبور) باللغة العبرية.

47 عاماً مرت على حرب انتهت بصنع أول اتفاق سلام بين إسرائيل وأكبر الدول العربية.

تحل هذه الذكرى لأول مرة بعد انضمام مزيد من الدول إلى قافلة السلام، الإمارات عبرت ببلادها إلى السلام بحرب من نوع خاص كسبت فيها عبر عقود معركة البناء والتنمية بأدوات لم تقتصر على توظيف عائدات النفط فقط، وإنما الاستثمار بالإنسان، مواطناً ومقيماً في أخوة وانفتاح على شعوب الدنيا كلها على اختلاف أعراقها وأديانها وثقافاتها.


لكن أخوة لنا للأسف ما زالوا ينفخون في كير الحروب والشقاق، تزاحمت الأحداث مؤخراً في الجوار، بأدواتهم الإعلامية وذبابهم الإلكتروني ينفخون على نيران الحقد، مدعين إطفاءها وهم في حقيقة الأمر يؤججون استعارها وانتشارها حتى طالت إقليم ناجورنو قره باغ، فدعمت تركيا (السنية) أذربيجان (الشيعية) لتقوم إيران (الشيعية) بدعم أرمينيا (المسيحية)، في حيرة من «أبواق» بعد محترفي إثارة القلاقل والضغائن مع أي يطبلون ولمن يزمرون؟!


هي الكراهية التي تستحق حرباً حقيقية حتى نعبر جميعاً إلى السلام، عبورٌ آمن على جسور ذات قواعد راسخة من الفهم والتفاهم القادر على الانتقال من العداء إلى التعايش فالعيش المشترك في وئام مصان بالقانون، بأنيابه ومخالبه، إن لزم الأمر.

ها هو إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا يعلن من عاصمة النور «باريس» التي سماها طه حسين الأديب المصري الكبير «مدينة الجن والملائكة»، أن بلاده لن تسمح باستقدام دعاة خطاب الكراهية من الخارج، من دول بينها تركيا، ولم يكن التوقيت بمعزل عن البيان الثلاثي الرئاسي المشترك الذي أصدره مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب لإنهاء العمليات العدائية العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان، مطالباً «السلطان» العثماني الجديد بتبرير الأدلة التي أدانته في نقل إرهابيين ومرتزقة من سوريا وليبيا إلى ناجورنو قره باغ!

في ذكرى العبور، نعود ونذكر قتلة بطل السلام الرئيس المصري الشهيد محمد أنور السادات، فمعركتنا لا تزال مع الإرهابيين الذين قتلوه وما زالوا يقتلون صناع السلام وفرص السلام، تحشيداً وتحريضاً تارة من خلال المنابر الدينية و«الأئمة المستوردين»، وتارة أخرى من خلال الإعلام «ووكلائه المأجورين»، وباسم حرية التعبير يغسلون الأدمغة لا بل يلوثونها بظلاميتهم الدامية.

معركة السلام مضمونة، لكن العبور الآمن يقوم على جسور تصل ما انقطع بين الناس، وما ينفع الناس.