الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الصين والإمارات.. قواسم مشتركة

احتفلت الصين الأسبوع الماضي بذكرى تأسيس جمهورية الصين الشعبية الـ71، وقد شهدنا العديد من الاحتفاليات والفعاليات بهذه المناسبة في العديد من مدن العالم، وكما هي العادة شاهدنا العديد من الفعاليات الخاصة في دولة الإمارات سواء إضاءة برج خليفة ومبنى أدنوك وبعض المباني الأخرى بالعلم الصيني، ووضع كلمات التهنئة على معظم اللوحات الإرشادية في شوارع الإمارات، إضافة لكلمات الصداقة التي كتبها كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. كل هذا جعلنا نرى نحن الصينيين أننا في وطننا الثاني، واعتبرنا ذلك تتويجاً للشراكة الاستثنائية بين البلدين.

هذه المشاهد نراها في جميع المناسبات والأعياد الصينية، فالعلاقات الصينية الإماراتية استراتيجية، مبنية على العديد من القواسم المشتركة، فكلتا الدولتين تمضي في طريق التنمية لتصل إلى المستقبل الذي تريده، ولكل منهما مشاريع عالمية رائدة تري من خلالها تحسين حياة الشعوب والوصول لمبدأ التشاركية والمصير المشترك.

الصين أطلقت قبل سنوات مفهوم «مجتمع ذي المصير المشترك للبشرية»، وبالوقت نفسه الإمارات أطلقت مبادراتها للتسامح والتعايش، وكلتا المبادرتين تصب بنفس الهدف من وجوب احترام الآخرين والتشارك العالمي في وحدة المصير وعدم التفرقة بين الشعوب، وهذا يؤكد القاسم المشترك بين الصين والإمارات.

وبالإضافة للمشاريع الإنسانية والاجتماعية هناك مشاريع علمية لكلتا الدولتين تصب في نفس الاتجاه، فالصين بدأت رحلتها منذ سنوات في استكشاف الفضاء وتطوير العلوم المتقدمة، ووصلت إلى الريادة في هذا المجال، والإمارات بدأت هي الأخرى من الاستثمار بمجال الفضاء وعلومه، وأطلقت عدة مشاريع على رأسها مسبار الأمل، وهذا القاسم المشترك بين الدولتين سيشهد تعاوناً مثمراً في مقبل السنوات لاستكشاف عوالم خفية في الفضاء.

لقد أطلقت الصين مبادرة إحياء طريق الحرير القديم «الحزام والطريق» وهي المبادرة التي تهدف إلى ربط العالم بخطوط تجارية تُمكِّن الجميع من أن يكون ضمن هذه المبادرة الضخمة ويستفيد من المميزات اللوجيستية للمبادرة.

وعلى جانب آخر تبني الإمارات أكبر المطارات والموانئ وشبكات الطريق والسكك الحديدية لتكون مركزاً للتجارة العالمية، وهذا الأمر سيكون مفيداً لمبادرة الحزام والطريق، وسنجد مصالح تجارية كثيرة تجمع الصين والإمارات في بناء مبادرة الحزام والطريق بشكل مشترك، والاستفادة من فرصها التجارية.

للصين والإمارات قواسم مشتركة كثيرة، وسنشهد خلال السنوات المقبلة العديد من المشاريع المشتركة التي ستفيد البشرية بأكملها، كما هي الحال من التعاون لتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد، والذي يمثل تتويجاً للعلاقات الثنائية وقواسمها المشتركة.