الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ترامب.. والحلم الأمريكي

نسمع كثيراً بالحلم الأمريكي The American Dream، يتردد في كتب الاقتصاد والسياسة، وفي الصحافة، وفي الأفلام، كلما جاء ذكر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مجتمع من المهاجرين من أشتات الأرض، ومن جميع البقاع، لا يوحدهم إلا الحلم الأمريكي، كل مهاجر يحلم به ويعمل على تحقيق هذا الحلم، وجميع المجتمع مُجمع على هذا الحلم، وهو حلم بسيط جداً، لا يكاد يصدقه من هو خارج أمريكا، فهو ليس الثروة ولا السلطة، ولا العلم، ولا أي شيء من تلك الأحلام الكبرى.. إنه مجرد امتلاك بيت صغير لسكن الأسرة، وليس بناء عمارة ولا أي شيء أكثر من منزل يُؤوي الأسرة الصغيرة، هذا هو الحلم الذي جعل أمريكا أقوى اقتصاد في العالم، الجميع يعمل بمنتهى الجدية والإصرار لامتلاك منزل، فتكون محصلة هذا العمل الجماعي أقوى اقتصاد في العالم.

قبل أن تحل جائحة كورونا على العالم، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد نجح في النهوض بالاقتصاد الأمريكي بدرجة تجاوزت الأزمات التي خلفتها فترة حكم جورج بوش الابن، ولم تفلح في معالجتها فترة باراك أوباما، وكان من أكثر المؤشرات دلالة على نجاح الرئيس الأمريكي ترامب أن تراجعت مستويات البطالة إلى مستويات لم تشهدها أمريكا خلال الـ70 سنة السابقة، ومعها عادت أسعار البيوت للارتفاع، ما يدل على تزايد الذين نجحوا في تحقيق الحلم الأمريكي.

لقد ركز الرئيس ترامب على الاقتصاد، ونجح في إعادة تنشيطه، وضحى في سبيل ذلك بقضايا كثيرة على رأسها صورة أمريكا في العالم، ووضعها الدولي كقوة عظمى متفردة خلال الـ30 سنة الماضية، بعد التفكك الطوعي للاتحاد السوفياتي، فألغى اتفاقية نافتا مع كندا والمكسيك، وأجبر الدولتين على توقيع اتفاقية جديدة، وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ، ومارس ضغوطاً شرسة جداً على الصين لتعديل الميزان التجاري معها، وفرض رسوماً جمركية عالية على البضائع المستورة لإجبار الصناعات الأمريكية التي تركت أمريكا بحثاً عن العمالة الرخيصة إلى العودة إلى الولايات الأمريكية مرة أخرى.


الرئيس ترامب فهم، وما يزال، لغة المواطن الأمريكي، خصوصاً في مناطق القلب التي تقع في الغرب الأوسط، أو ما يطلق عليه الحزام المسيحي، أو الحزام الإنجيلي، وهو القوة الحقيقية في موازين الانتخابات الرئاسية.


نجح ترامب في مخاطبة اهتمامات الناخب الأمريكي البسيط الذي لا تعنيه القضايا الدولية، والعظمة الإمبراطورية، ولذلك فإن حظوظه في الفوز بالانتخابات المقبلة هي الأعلى من وريث فشل باراك أوباما.