الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

أردوغان.. فن صناعة الأعداء

طور جديد من أطوار التخبط التركي كشفت عنه تقارير، أكدت إرسال أنقرة لمجاميع من المرتزقة للقتال في الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم «ناغورنو قره باغ» المتنازع عليه بين الدولتين منذ عقود.

يُظهر هذا الفعل «الأردوغاني» الانتهازية التي يتعامل بها النظام التركي مع حلفائه من الفصائل السورية بنظرة دونية، حوّلها إلى قطعان من المرتزقة، قاتلت بالأمس في ليبيا واليوم في أذربيجان، وغداً ربما سيتم إرسالها إلى بقعة أخرى، إلا أن الجديد في دراسة هذا السلوك الذي يتبعه الرئيس التركي مع حلفائه وأعدائه على السواء يكشف عن نزعة شوفينية غائرة، يتعامل من خلالها الرئيس التركي مع تفاعلات السياسة الدولية بعيداً عن منطق الحصافة الدبلوماسية والقراءة الواقعية لإمكانات تركيا الغارقة في الأزمات.

وعلى ذكر أعداء تركيا الذين صنعتهم سياسات أنقرة الطائشة خلال السنوات الأخيرة، ‏لم يكتفِ أردوغان بإحياء الأحقاد التاريخية بين بلاده وبين اليونان التي فتح معها عدة جبهات عبثية، كان آخرها ما حدث في شرق المتوسط، بل إنه سعى لاستحضار أحقاد تاريخية أسوأ وقعاً، باستفزاز الأرمن من خلال تدخلاته المباشرة في النزاع التاريخي بين أرمينيا وأذربيجان، إضافة إلى محاولاته إذكاء الخلافات مع قوميات أخرى في المنطقة كالأكراد الذين يتشارك مع إيران في ملاحقتهم في شمال العراق إلى جانب ما يتعرضون له من انتهاكات داخل تركيا نفسها.


ووسّع الرئيس التركي دائرة عداوته الداخلية كقائد بارع ومتمرس في صنع الأعداء، كما وسعها في محيطه الإقليمي والدولي، في مشهد يعيد للأذهان الممارسات العدائية التي انتهجها النظام النازي مع جيرانه قبل الحرب العالمية الثانية.


أما على الصعيد الدولي فيخوض أردوغان صراعاً متزامناً مع روسيا من الشرق التي اشتبك معها في سوريا قبل أن يقترب من عمقها الحيوي في القوقاز، ومع فرنسا غرباً يواصل الرئيس التركي مسلسل إغضاب باريس، التي يبدو أنها باتت تقود قاطرة الموقف الأوروبي نحو فرض عقوبات وشيكة على أنقرة.

وبما أن قائمة الأعداء الذين يصنعهم أردوغان في ازدياد، فقد أضافت مواقفه تجاه العرب وآخرها تصريحاته المسيئة التي تكشف عن شعوبية متأصلة في فكره السياسي، قائمة جديدة من الأعداء عبر استفزازه دولاً محورية في المنطقة مثل السعودية ومصر، واستعداء دول أخرى بدون سبب منطقي كالعراق وسوريا والإمارات والبحرين وليبيا!