الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

لماذا نخسر قضايانا؟

اختلفت جذريّا مع جماعات الإسلام السياسي بشكل عام، ومع جماعة الإخوان على وجه الخصوص، ولم يمنع هذا الاختلاف أن يكون لي صداقات ومعارف منهم، فهم في النهاية جزء من نسيج المجتمع، حتى لو كان الجزء الفاسد فيه، من وجهة نظرنا، وأيضاً يظل نجاحهم في استغلال وتوظيف وسائل الاتصال والتواصل المختلفة أحد قدراتهم التي تمكنوا منها على مر السنوات والتجارب.

أذكر عندما كان الإخوان في الحكم، ذلك العام الذي عانت منه كل مصر، كنت أقيم في لندن وقتها، كان بادياً مستوى إدراكهم وفهمهم لأهمية الإعلام والتواصل، ويوم أن أعلن الرئيس محمد مرسي الإعلان الدستوري الذي قلب مصر وقتها، حكى لي أحد المسؤولين عن القسم الخارجي في إحدى الصحف البريطانية الكبيرة، كيف أن وفوداً متعددة من أعضاء الإخوان المدربين على الحديث والمصحوبين ببعض مختصي الاتصال والعلاقات العامة البريطانيين، قد ذهبت كل مجموعة منهم إلى إحدى الصحف أو وسائل الإعلام الكبرى أو مراكز البحث وبعض اللجان البرلمانية، ليشرحوا وجهة نظرهم في الإعلان وأهميته ولماذا صدر.

كانوا يحملون الباطل وقتها، لكنهم استخدموا الوسائل الصحيحة للترويج فنجحوا في بيع الباطل، وكانوا يفعلون ذلك في كل مناسبة أو تطور لضمان أكبر قدر من الفهم لموقفهم، وبالتالي تشكيل رؤية الأشخاص الذين يلتقون بهم أو التأثير فيها، وهؤلاء بالتالي ينقلون للرأي العام المواقف من زاويتهم، التي حتماً تأثرت بقدر أو بآخر بما عُرض عليهم.


أظن أننا بحاجة ماسة إلى إيجاد طرق مختلفة لترجمة التعاطف الدولي اللفظي لدعمنا في حربنا ضد الإرهاب، التي نخوضها من أجلنا ولمصلحة العالم كله، ولنصل إلى هذه النتيجة، علينا البحث عن مكمن الخلل في تقديم واقعنا إلى عيون وآذان العالم.


وهنا أعني العالم سياسياً وإعلامياً، كما أعني مؤسسات الحكم والقرار، وأقصد أيضاً الرأي العام الذي يحصل على معلوماته من وسائل إعلامه التقليدية أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

إذا كان الخلل في رؤية العالم الخارجي لموقفنا يتواجد فقط في بلد هنا أو هناك فهمُّنا بسيط. أما إذا كان الوضع هو فهم مختل لموقفنا في معظم دول العالم، فهنا تكمن المشكلة. وقتها يجب أن نكون أكثر صراحة ووضوحاً في مواجهة الواقع، والاعتراف بأن لدينا خللاً في أساليب تواصلنا مع الآخر.