السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«الرباعية».. تحالف مؤثر عالمياً

شهدت طوكيو يوم 6 أكتوبر الجاري اجتماعاً ضم وزراء خارجية اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والهند، وهي التي أصبحت تنضوي تحت اسم «البلدان الأربعة» Quad countries، ومثّل هذا الاجتماع فرصة أخرى لوزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو، لإطلاق سلسلة من الانتقادات الحادة لسلوك الصين، وهاجم نظامها كله.

وتكفل رئيس الوزراء الياباني الجديد «يوشيدا سوغا»، الذي تسلم منصبه في 16 سبتمبر الماضي، بمهمة استقبال واستضافة الوزراء، وكانت هذه هي الفرصة الأولى التي يتولى فيها كرئيس للوزراء تنظيم مثل هذا الاجتماع الدبلوماسي، الذي تقابل فيه المشاركون وجهاً لوجه.

وعبر «سوغا» عن رغبته في السير على خطى سلفه رئيس الوزراء المستقيل «شينزو آبي»، والالتزام باستراتيجيته في السياسة الخارجية، والتي اختار لها عنوان «الرؤية الحرة ومنطقة الهادي - الهندي» FOIP.


وفي الآونة الأخيرة، طغى تعبير «الهادي ـ الهندي» على الأجندات والاستراتيجيات السياسية الخارجية لكل من: اليابان والولايات المتحدة والهند وأستراليا، وامتد استخدامه هذه الأيام إلى بعض بلدان أوروبا، ومنها فرنسا وألمانيا. وينطوي هذا المفهوم على ما يشبه صرخة استنفار واستنهاض القوى الإقليمية والعالمية، التي تشعر بالقلق من تزايد حدة الاستفزازات الصينية واتساعها في جغرافيا المنطقة.


وفي الدبلوماسية اليابانية المكتوبة والمرسومة بدقة متناهية، يخبرنا اختيار طريقة تسلسل الأحداث وترتيبها بالكثير حول الأسبقيات التي تسترعي اهتمام القيادة السياسية.

وكانت أولى المكالمات الهاتفية التي أجراها «يوشيدا سوغا» مع بعض زعماء وقادة العالم بعد تسلمه منصبه، هي التي تحادث فيها مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ثم أجرى مكالمة ثانية مع الرئيس دونالد ترامب، وأُجريت المكالمتان يوم 20 سبتمبر، ويُذكر أن «اجتماع الرباعية»،هو أول مؤتمر دولي يتم على مستوى الوزراء في طوكيو منذ تفشي جائحة «كوفيد-19».

ومن المنتظر أن تتحول استراتيجية «الرؤية الحرة ومنطقة الهادي - الهندي» إلى أساس لتعاون القوى الإقليمية والدولية في المجموعة الرباعية، بحيث يستمر العمل بها باعتبارها أجندة رئيسية للسياسة الخارجية لليابان تحت قيادة «سوغا».

وتُعد الهند دولة محورية في هذا الاصطفاف التحالفي الجديد في السياسة الدولية، وسوف يتم الحكم عليها من خلاله من طرف القوى العالمية.

وأكد وزراء خارجية الدول الأربع دعمهم القوي لمجموعة دول «الآسيان»، حتى تتمكن من الحفاظ على وحدتها ودورها المركزي في منطقة جنوب شرق آسيا، التي تعرضت للضغط القوي من الصين وفقاً لاستراتيجية «فرق تسُد».

ودعا الوزراء أيضاً إلى توسيع دائرة البلدان ذات الخط المشابه في التفكير وأسلوب التعاون، لتشمل بعض الدول الأوروبية، وبالرغم من الاختلافات الطفيفة في نظرة الدول الأربع للرؤى المتعلقة بمنطقة المحيط «الهادي - الهندي»، وعلى نحو أساسي فيما يخص الموقف من الصين، إلا أنها تتطابق في نظرتها بشكل متزايد، لتشكل إطاراً واسعاً للتعاون في العديد من المجالات وتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية، وربما القضايا الأمنية أيضاً.