الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نحن.. وحكامنا

فجع الناس في دول الخليج العربي بوفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله وغفر له ورفع درجته، وتأثروا بهذا الخبر، وأمر ولاة أمرنا جزاهم الله خيراً بصلاة الغائب عليه في جميع مساجد الدولة، ورأينا جميع الناس يذكرونه بالخير ويدعون له ويترحمون عليه.

قد يستغرب بعض من يعيش خارج دول الخليج من هذه العلاقة الطيبة بين الحاكم والمحكوم في بلداننا، فنحن نعيش في نعمة عظيمة جداً، فحتى البلاد التي يتشدق أهلها بالحريات المطلقة لا يتصورون وجود علاقة محبة ومودة بين الشعوب وحكامها، فالناس في الإمارات مثلاً يحبون ولاة أمرهم ويدعون لهم ويثنون عليهم، وهم في ثنائهم ومحبتهم لا يتكلمون إلا بمشاعر صادقة، والنظم الديمقراطية الغربية ولدت علاقات متوترة بين الشعوب وحكامها، فالمعارضة تقوم بانتقاص الحاكم فلا ينظر الناس لإحسانه مطلقاً، بل يتجذر في الناس هوس النقد ولو من دون سبب.

ورأينا كيف يسر الله انتقال الحكم في الكويت بسهولة ويسر من أمير إلى أمير دون هرج ومرج وفتن، فالناس تترحم على الأمير السابق، وتدعو للأمير الجديد وهذه نعمة أخرى تستوجب منا حمداً وشكراً لله الواحد الأحد، فكم من بلدان تجري فيها الأنهار وأكرمها الله بالخيرات العظيمة فوقعت فيها الفتن وانعدم الأمن والأمان، وانخدع بعض السذج بشعارات براقة كاذبة فخرجوا على ولاتهم للمطالبة ببعض حقوقهم ففقدوا كل شيء.

ومما يذكره الناس في سيرة الشيخ صباح الأحمد رحمه الله أنه كان شديد الرحمة والكرم بشعبه، مشاركاً لهم في الأفراح والأتراح، وهذا يذكرنا بسيرة الشيخ زايد رحمه الله فقد كان على رحمة عظيمة جداً برعيته.

كما نشاهد حكامنا يحضرون جنائز الناس وأفراحهم ومناسباتهم، وإن كان صاحب المناسبة لا يتولى منصباً رفيعاً، بل شاهدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله يلبي دعوة امرأة كبيرة في العمر دعته لتناول القهوة في منزلها.

إن هذا التواضع العظيم من حكامنا يغبطنا عليه الناس في مشارق الأرض ومغاربها، وهذه العلاقة الطيبة يجب أن نربي أولادنا عليها فنؤكد عليهم احترام حكامنا والدعاء لهم، والسمع والطاعة لهم في العسر واليسر..