الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كلام ضد الطائفية

من منا ليس بطائفي أو يحمل نزعاتٍ بداخله من بقايا تلك المذهبية النتنة، التي يحاول البعض أن يُجاهر بها، فيما آخر يُحاربها في ذاته ويدعو للتعايش المشترك تحت مظلة الوطن والإنسانية، لا الدين فقط!
من أهم طُرق محاربة الأخطاء وتصحيحها المكاشفة والحديث عنها بشفافية مطلقة وبعيداً عن المثالية، التي آذتنا كثيراً وأخرتنا، وهذا ما يجب فعله حين يستمر الحديث عن الخلاف المذهبي بشأن شخصياتٍ وأحداث جرت قبل 1400 سنة، لكنها لا تزال ألغاماً في طريق التعايش، لن يقتنع أيٌ من أتباع المذاهب حتى لو زُلزلت الأرضُ على من فيها بأنه على خطأ، ومن هذا المنطلق عادة ما تخرج الخطابات الطائفية التي إما تنتصر لفلان أو تنتفض لمظلومية الآخر، ليتسع الشقاق وتزداد الهوة السحيقة في الأساس، فيما أبطالها قد مضوا ومضى معهم ما حدث بينهم، ونفوسهم تقول: «أمري وأمركم لله»!
لمَ لا يكون الحديث النشط للدعاة والباحثين من كلا الطرفين وعلى قدم المساواة، بدلاً من التطرق لهم وتكرار القصص والروايات ذاتها على مسامع أتباعهم، حديث تنوير ومكاشفة وكشفاً لكهنوت ينهى عن التقديس، ويرفض سياسة «الإكليروس» ويدعو للوسطية والاعتدال، اللذين نادى بهما الدين الإسلامي في الأساس، والذي إن حصل سينعكس إيجاباً فيُكرس تقبل الآخر مهما كان اختلافه، وسط أجواء من الحرية الفكرية تتجلى بعدم الحجر على العقول، لنصل لحقيقة أن المسلم كيسٌ وفطن، ليس إمعة وتابعاً يفعل ما يأمره به بعض الغلاة والمتشددين دون تفكير، وكأنه من المسلمات التي لا يجوز التفكير بها أو النقاش!