الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

بايدن.. و«إن شاء الله»

كان الوقت عصراً، وكنت أنتظر دوري في العيادة، مشغولة كعادة الجميع بمراقبة آخر الأخبار عبر الجوال، وفجأة خرجت تدفع عاملتها الكرسي بهدوء، وكانت ترتدي برقعاً تظهر منه عيناها الغائرتان، وتشبك أصابع يديها ببعضهما البعض، بينما ستغريك بقايا الحناء في يدها، تجلس الممرضة عند ركبتي السيدة العجوز، تتحدث معها بلغة عربية مكسرة، فتهز العجوز رأسها وترد عليها «أوكي.. فهمت».

هنا رفعت رأسي وبدأت ابتسامة خفيفة في الظهور، أحببت العولمة وقتها وإن لم يحبها كثيرون، ثم تحرك كرسي العجوز لتغيب في وسط الرواق الطويل، فيما صوّبت عينّي تجاهها بكل بهجة، حتى اختفت تماماً.

منذ أشهر بعيدة، كنت قد بدأت في إحصاء الذين يرددون عبارة «بسم الله» قبل البدء بأي عمل، ولتكتشف أنهم ليسوا مسلمين، وليس لأن العادة جرت هكذا، ولكن لأن للعبارة ثقلاً دينياً، وهي جديرة بأن تكون على لسان العديد من الناس، ولن تتفاجأ بها هنا في الخليج، حيث احتفظ الوافدون من الأجانب بعدد من العبارات، وجميعها عبارات في التسليم والامتنان لقداسة خالق الكون والبشر، وهو الله، لذا، فأنا أحتفظ بكثير من السعادة حينما أواجه هؤلاء الذين يجدون أن من الاحترام لنا كمسلمين أن يبدؤوا أعمالهم معنا بعبارة «بسم الله».


ولكن لماذا غضب العديد من المسلمين، حين استخدم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن عبارة «إن شاء الله» في كناية عن استحالة كشف المرشح الجمهوري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سجلاته الضريبية!


في الثقافة العربية يردد المسلمون «إن شاء الله» حين يكونون غير متأكدين بشكل جلي من أنهم قادرون على الفعل، وأنهم يطلبون العون من الله أن يحدث ذلك، بايدن استلف ثقافة العبارة ليس إلا.