السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الانتخابات الأمريكية.. التوتر والقلق النفسي

الانتخابات الأمريكية على الأبواب، وقد احتمى وطيسها، وبدأت آثارها السلبية تظهر على الناخبين الأمريكيّين، فقد أكّد أكثر من ثلثي البالغين الأمريكيّين (68%) «أن الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 هي مصدر ضغط وتوتر كبيرين في حياتهم»، مقابل 52% من الناخبين في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وذلك وفقاً لدراسة جديدة أجراها «استطلاع هاريس» لجمعية علم النفس الأمريكية مؤخراً، فيما تفاوتت نتائج الدراسة من فئة إلى أخرى، فبالنسبة لـ71% من البالغين السُّود تمثّل الانتخابات المقبلة مصدر توتر مقابل 46% منهم في عام 2016، وأفاد التقرير بأن 71% ممن يعانون من أمراض مزمنة من المحتمل إبلاغهم عن التعرض للتوتر والضغط جراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأظهر التقرير أيضاً أن 77% من المستطلعة آراؤهم حدّدوا المناخ السياسي الراهن مصدراً مهماً للتوتر النفسي.

وحسب الدكتور آرثر سي إيفانز جونيور الرئيس التنفيذي لجمعية علم النفس الأمريكية، فقد كان هذا العام مختلفاً عن أيّ عام آخر في الذاكرة الحية: «لسنا فقط في خضم جائحة عالمية أودت بحياة أكثر من 200 ألف أمريكي، ولكننا نواجه انقساماً وعداءً متزايداً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.. أضف إلى ذلك الاضطراب العنصري في مدننا، والاقتصاد غير المستقر وتغيّر المناخ الذي تسبّب في حرائق الغابات على نطاق واسع وكوارث طبيعية أخرى، والنتيجة هي تراكم الضغوط التي تلحق خسائر جسديّة وعاطفيَّة بالأمريكيين».

المجتمع الأمريكي يمرّ بإحدى أسوأ حُقَبِه في التاريخ المعاصر، فقد اجتاحت موجة من الاحتجاجات والمظاهرات العارمة في المدن الأمريكية تحت شعار «حياة السود مهمة» عقب مقتل جورج فلويد على أيدي رجال الشرطة، وذلك في خضم جائحة كورونا، التي حصدت ما يزيد على 200 ألف شخص وإصابة أكثر من 7 ملايين ما كشف هشاشة النظام الصحي الأمريكي، وحطَّم الكثير من هيبتها الدولية، كما ألحق أضراراً فادحةً بالاقتصاد الأمريكي، وعرّض الملايين لمستقبل مجهولٍ نتيجة تعمّق الأزمة الاقتصادية وفقدان عدد كبير منهم لوظائفهم.

تمتاز الانتخابات الأمريكية الحالية بأنها أحد أكثر الانتخابات الأمريكية استقطاباً للناخبين في ظل تردّي الأوضاع الصحية والاقتصادية بشكل خطير، ولعلّ هذا هو السبب الأكبر لتعرض نسبة كبيرة من الأمريكان للضغط والتوتر النفسي حيال الانتخابات المقبلة، وقد قدّمت الجمعية الأمريكية لعلم النفس نصائح عملية للشعب الأمريكي للتعامل مع القلق والتوتر في ظل الظروف السائدة.