الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الأسد.. ومخالب الدب الروسي

ما قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد أكبر بكثير ممن وضعه بميزان القياس، ووصفه بالدعم السياسي والعسكري فحسب، بل يمكن القول إنها العلاقة الأكثر متانة على مستوى الثنائيات الدولية في القرنين الفائتين.

بعد عامين على اندلاع الأزمة السورية وتحديداً في 2013، كانت سوريا حكومة وجيشاً على حافة الانهيار مع سيطرة المعارضة المسلحة على أجزاء كبيرة من البلاد.

روسيا كانت تراقب بعين حذرة سير المعارك حتى جاء قرار التدخل العسكري المباشر قبل نحو 6 سنوات، فتغيرت مناطق السيطرة يوماً بعد آخر لتصل إلى نقطة استعادة أكثر من 70% إلى كنف الحكومة.


العلاقة التاريخية بين سوريا وروسيا أسَّس لها الرئيس الراحل حافظ الأسد، حين اختارت مصر أنور السادات الولايات المتحدة حليفاً، بينما يمم الأسد الأب وجهه شطر روسيا وظلت العلاقات معها ثابتة راسخة رغم اختلاف موازين القوى عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، ومع ذلك استطاع الأسد فتح علاقات أخرى تخفف من ثقل خسارته فانفتح على أوروبا أكثر وطرق باب الولايات المتحدة من باب مفاوضات السلام مع إسرائيل في مدريد والتي لم تنتج حلاً.


قد لا يستطيع القيصر إعادة تعويم الأسد دولياً، ولكنه بالطبع استطاع إنقاذ نظامه من السقوط، وهذا بالطبع ما قاد الرئيس السوري بشار الأسد للقول إن روسيا ساعدت بلاده للقضاء على الإرهابيين، ولكن فتح الباب عريضاً للبقاء الروسي على الأراضي السورية حين قال بعد القضاء على الإرهاب هناك دور آخر ستلعبه روسيا على الصعيد الدولي.

لا يمكن الجزم بصدق روسيا حين تتحدث عن أنها لا تدافع عن الأسد شخصاً وإنما يهمها سوريا ككل، لأمرين اثنين:

الأول، إنه لا يمكن أن تكون هناك شخصية بديلة للرئيس السوري تحقق لروسيا بوتين ما تمّ الآن منذ لحظة التدخل الروسي في سوريا.

ثانيا، الحاضنة التي يحظى بها الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا المفيدة، عامل رئيسي يسهم بطريقة مباشرة في القبول الروسي في تلك المنطقة.

إذا العلاقة بين الرئيسين الروسي والسوري تتعدى بكثير مراحل فصلها أو حتى محاولة تخريبها، لذلك كلما شعر الأسد بثقل التدخل الإيراني تجده يشير بعبارة ما أو تصرف بأن من يحمي سوريا روسيا وليس سواها، لأنه يدرك في قرارة نفسه أنه لا يمكن للسوريين، موالاة ومعارضة، القبول بإيران لا في الوقت الراهن ولا مستقبلاً.