السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

سوريا.. ذكرى التدخل الروسي

يوم 30 سبتمبر 2020، حلّت الذكرى السنوية الخامسة لانطلاق العمليات العسكرية الروسية لمساعدة الشعب السوري على تحرير وطنه من الفصائل الإرهابية، وفي مثل ذلك اليوم من عام 2015، منح المجلس الاتحادي الروسي موافقته للرئيس فلاديمير بوتين لاستخدام القوات المسلحة الروسية في سوريا، وجاء القرار نزولاً عند طلب رسمي مُقدم من الرئيس بشار الأسد.

ويتلخّص الهدف من التدخل بدحر أول جيش إرهابي مسلح بشكل جيد كان يسعى لإقامة ما يسمى بدولة العراق والشام، والزعم بأن هذه الفكرة ليست ممكنة التحقيق فحسب، بل إنها قابلة للتطبيق بالفعل، وفي الوقت ذاته اختارت تلك الفصائل العيش وفقاً لقوانينها المزيّفة وتعاليمها المنحرفة، وكان هؤلاء البرابرة متعطشين للإيقاع بالفرائس، وتضمنت خططهم ممارسة السرقة والنهب وتجارة الرقيق على المستوى الدولي المنظم، والحصول على الأموال المتدفقة من البيع غير المشروع للموارد الطبيعية والكنوز الأثرية.

وفي فترة بداية انطلاق العمليات العسكرية الروسية، كان الخطر الأكبر يهدد كيان الدولة السورية ذاتها، وتوقع محللون أن يتطور الوضع إلى ما يشبه السيناريو الليبي، ولهذا السبب، كانت العملية العسكرية ضرورية لأنها سمحت باستمرار الدولة، ودحرت الفصائل الإرهابية ومنعتها من نشر الإرهاب في دول أخرى.


وفي ذات الذكرى، بدأت القوات الجوية الروسية باستهداف مواقع العصابات المسلحة التابعة لفصائل داعش وجبهة النصرة في سوريا.


هذه هي المرة الأولى في تاريخ روسيا الحديث، التي يتم فيها استخدام القوات المسلحة في مسرح للعمليات يقع على مثل هذا البعد عن الوطن، ودامت المرحلة النشيطة من العمليات العسكرية الروسية في سوريا 804 أيام، أي خلال الفترة الممتدة من 30 سبتمبر 2015 حتى 11 ديسمبر 2017.

وبدعم من القوات الجوية الروسية، تمكنت القوات المسلحة السورية من تحرير 1024 من المواقع التي يتحصن فيها الإرهابيون، وكان ذلك كافياً لسيطرة القوات التابعة للحكومة على 88% من أراضي الدولة، واليوم، أصبحت الحكومة السورية تسيطر على 1435 من المواقع التي كان يتحصن بها الإرهابيون، ونفذت القوات الجوية الروسية أكثر من 44 ألف طلعة جوية في إطار مهماتها المرسومة لمكافحة الإرهاب في الأراضي السورية.

لقد أصبحت فاعلية استخدام الأسلحة الروسية بعيدة كل البعد عن الشكوك، وتم خلال العمليات استخدام صواريخ كروز طويلة المدى عالية الدقة من طرازي «كاليبير» Caliber وKh-101 لضرب الأهداف الأكثر أهمية، فضلاً عن تنفيذ ضربات من سفن وغواصات تابعة للبحرية الروسية.