الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

نحو وعي أعمق بعدالة قضيتنا

شكراً سمو الأمير بندر بن سلطان، أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق، الدبلوماسي المخضرم والسياسي المحنك والأمير السامي المقام من آل سعود الكرام، شكراً من قلب فلسطيني غيور على قضيته الوطنية، وحريص على حقوق شعبه غير القابلة للتنازل عنها، بدولة فلسطين المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشريف.

شكراً على الدرس الذي تضمنته وثائقيات قناة العربية، والشهادة التاريخية لمن كان سفيراً للمملكة في عاصمة القوة العظمى الوحيدة في العالم (على الأقل في الفترة التي كان فيها سفيراً من 24 أكتوبر 1983، حتى 8 سبتمبر 2005)، المتمكّن في التفاوض والتواصل، معرفة التناول والتحليل، والفحص والتدقيق، فكل كلمة قالها سموّه، جاءت في مكانها الصحيح، بعيداً عن التجريح أو الإساءة.
وكل كلمة قالها سموه في حديثه للفلسطينيين خاصةً، وقعت في عقولنا ولامست قلوبنا، فالشعب الفلسطيني سيتذكر دوماً دعم المملكة وخيرها وفضلها، وسيتذكر لاحقاً، كما سابقاً، أن المملكة كانت دائماً حاضرة لتقديم المساعدة والمشورة، ولا أحد من الفلسطينيين قبِل أو يقبل بالإساءة إلى رموز وقيادات أشقائنا في الخليج وغيره، ولا أحد منا يرضى بالتطاول على أهلنا وأشقائنا في دول الخليج.

وهنا، أجدني مركّزاً على أهمية إشارة سموّه المهمة إلى قضية فلسطين وعدالتها، وحاجتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة رسم خريطة طريقنا نحو دولتنا المستقلة، بالشخصية الفلسطينية الإنسانية المنفتحة، بالقوة الناعمة والتأثير الإيجابي في الآخرين خارج منطق «الصَّهْيَنَة» والتخوين والاتهام، بالوعي بتغير المعادلات الدولية، دون تنازل عن أولوياتنا وثوابتنا الوطنية.


وإن كانت هذه الحاجات وطنية فلسطينية بحتة، إلا أنها تشترط الدعم العربي، والتبني العربي، والجهد العربي لإحلال السلام العادل والشامل، فلا يدّعي فلسطيني عاقل أن كياننا يمكن له أن يقوم ويستمر بالرعاية الدولية دون العربية، وبالسعي الأممي دون القومي، وبالتواصل مع العالم والقطيعة مع إخواننا في المسيرة والمصير، والجغرافيا والتاريخ، بل والدم واللغة والأصل.


ولا يدّعي فلسطيني عاقل أنه يمكن لنا أن نستمد دماء الحياة عبر الأجهزة الصناعية، كأن نتنفس عبر رئة إسرائيلية ونختنق من الهواء العربي المحيط بنا من كل صوب.