الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

قصة «صُنِع في الصين»

«صُنع في الصين».. عبارة تقرؤها تقريباً كل يوم في حياتك، ويكاد لا يخلو بيت أو متجر من وجود منتج مكتوب عليه هذه العبارة؛ وهي واحدة من أشهر العلامات العالمية، ولعل الكثيرين يرون السبب في انتشارها هي كثرة المنتجات الصينية، فالصين اليوم أصبحت مصنع العالم، ولكن وراء هذه العبارة سلسلة طويلة من القرارات والمجهودات، التي قامت بها الصين للوصول لهذه المكانة العالمية في عالم الصناعة والإنتاج العالمي، ولـ«صنع في الصين» قصة طويلة من النضال الشعبي لإعادة البناء، ولقرارات حكومية شجاعة أرادت تخطي الصعاب والنهوض بالشعب، والقضاء على الفقر.

لقد نجحت الصين في تغيير مسار الحياة لأكثر من نصف سكان العالم، فالنهوض الاقتصادي لم يحسن حياة الصينيين وحدهم بل طال بقية دول العالم، وكل هذا بسبب «صُنع في الصين» الذي أوجد منتجات رخيصة الثمن، بالإضافة إلى أن تنوع هذه المنتجات سهل حياة شعوب العالم، ومنع عنهم الاحتكار الذي كان يمارس من قبل الدول المنتجة، وهذا التحول لم يحدث بين ليلة وضحاها بل تحقق بعد سنوات من الجهد قام به الحزب الشيوعي الصيني بالإضافة لجهود الشعب الصيني، الذي حقق المعجزات في القوة الإنتاجية وسرعة التنمية والتحول للأفضل.

منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية وخلال 71 عاماً عمل الحزب على وضع الخطط الخمسية للانفتاح الاقتصادي، وقسم الإنتاج الصيني لثلاث فئات، الفئة الأولى الصناعات الثقيلة كصناعة الصلب والسيارات والنفط، وهذه الصناعات ملك للدولة، والفئة الثانية الصناعات المتوسطة والخفيفة مثل: صناعة الأغذية والأجهزة والأدوات المنزلية وغيرها من الصناعات المتوسطة، ويدير هذه الصناعات الجمعيات الشعبية داخل المقاطعات، والفئة الثالثة ما يُسمَّى الصناعات الأخرى، وهي: عبارة عن الصناعات التي تنتجها المصانع الصغيرة والورش المنزلية، المملوكة للشعب الصيني وللمستثمرين من الخارج.

ومن ثم قامت الحكومة الصينية بتنظيم هذا الإنتاج، وفتح أبواب التصدير من خلال ربط بلادها بالعالم، ومن هنا تحققت المعادلة الأهم؛ وفرة الإنتاج وتنوعه، والسعر المناسب، وبهذا غزت علامة «صنع في الصين» العالم، ويوماً بعد يوم كبرت المصانع وأصبحت أكثر ابتكاراً وتطوراً مما زاد من ثقة العالم بالمنتجات الصينية، إلى أن وصلنا إلى مرحلة الانفتاح الكامل للاقتصاد، والذي تحقق بانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، وحينها دخلت المنتجات الصينية مرحلة جديدة من الطلب العالمي، وسمح بذلك لكبريات الشركات العالمية لنقل إنتاجها للصين، مما عمّق علامة «صنع في الصين»، وأصبحت رائجة بشكل أكبر وفي جميع القطاعات العالمية.