السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إيميلات «هلالة»

«كل شيئن انكشفن وبان»، قالها المدبولي في «ريا وسكينة»، وها نحن نرددها في واشنطن تعليقاً على إيميلات هيلاري، وزيرة خارجيتنا في عهد باراك حسين أوباما الذي زار جامعة القاهرة يوماً وقال «السلام عليكم»!

لم يكن سلاماً، بل وبالاً، لم يضف بريد «هلالة» وهي من أسماء هيلاري المعربة على سبيل التحبب، لم يضف حسابها السري الخاص جديداً لما هو معروف لدينا.

البدايات كانت في بدعة أتى به أوباما وحزبه الديمقراطي الجانح إلى اليسار، عبر قيادات مخضرمة في السلك الدبلوماسي وليس الحقلين العسكري والأمني فقط.


ظنت الدائرة الضيقة التي أحاط أوباما نفسه بها ومن ضمنهم المستشارة هوما عابدين ابنة «إخوانجيين»، بأن أفضل أسلوب للرد على إرهاب القاعدة هو إيجاد بيئة جاذبة لإرهابيي العالم، بعيداً عن «العالم الأول» وخاصة في الغرب، وقد زيّن هذه النظرية الشيطانية انتهازيون قالوا إن الفرصة متاحة لهدم نظم واستبدالها بأكثر القوى المؤهلة في نظرهم لتولي الحكم، ولمعرفتهم بأنهم يتعاملون مع الديمقراطية كمطية تستخدم مرة واحدة لإيصالهم للسلطة، مضى أولئك في ضلالهم إلى حد تصور تحكم بالريموت كنترول بأحزاب تحمل تسميات كالحرية والعدالة، لكنها في حقيقة الأمر تخضع لمرشد إقليمي لجماعة يعلمون تماماً أنها أم الأفاعي والحرابي.


كانت ـ وما تزال ـ تصدمني رعاية أوباما لمن وصفه الإسلام السياسي المعتدل، هذا «المعتدل» تفرّخ في عدد من الساحات العربية وجيء بإرهابيي العالم إلى سيناء وليبيا وسوريا والعراق ولبنان وتونس واليمن.

نزع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقراره رفع السرية، القناع تلو الآخر عن حجم خيانة «الإخوان» وتقية وانتهازية «الجماعة» في التحالف القائم مع إيران منذ الخميني.

اتضح أيضاً دور الجزيرة الهدام، انكشف في إيميلات «هلالة» ما يثبت التسريبات الصوتية لمكالمات أمير قطر السابق ورئيس وزرائه الأسبق مع الزعيم الليبي الراحل.

المسألة لن تتوقف عند هذه الدفعة من إيميلات هيلاري، وإنما التحقيقات التي تجريها وزارة العدل التي كشفت تآمر إدارة أوباما على المرشح حينئذ ترامب فيما عرف بمزاعم التواطؤ مع روسيا، تبيّن بعد 3 سنوات ونصف من التحقيقات العكس تماماً، والوضع في غاية الخطورة لدرجة أبدت فيه مديرة الـ«سي أي إيه» جينا هاسبل تحفظها على رفع السرية عن بعض الوثائق لمساسها بأسرار لا بد أن تبقى مكتومة.

تخيّل حجم الخيانة التي تورطوا فيها؟ لا أشك أن حساباً عسيراً بانتظار كل من تورط وتستّر، وطبّل وزمّر لهؤلاء المجرمين الخونة.