الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أردوغان.. والانتخابات المبكرة

وجه كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري وزعيم المعارضة في تركيا، قبل أيام، دعوة إلى عقد انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، وهذا مؤشر على أن المعارضة التركية تقرأ الأحداث الداخلية والخارجية على أنها تسير لصالحها.

الأوضاع الاقتصادية الداخلية متردية، قبل جائحة كورونا وبعدها، وأزمات الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان بازدياد مع نقابات المحامين والإعلاميين والأطباء وغيرها، ولا تقل سوءاً مع البلديات التي يترأسها أبناء القومية الكردية، ولا يتوقف أحد من زعماء الأحزاب السياسية المعارضة من توجيه النقد لحكومة أردوغان وأدائها السياسي والاقتصادي، وعلى رأسهم ميرال أكشنار زعيمة حزب الخير التي رفضت دعوة زعيم حزب الحركة القومية لها للانضمام إلى التحالف الحاكم في الانتخابات المقبلة، وتقوم أكشنار بتشجيع حزب الديمقراطية والتقدم بزعامة باباجان وحزب المستقبل بزعامة داوود أوغلو بالانضمام إلى تحالف المعارضة «تحالف الأمة».

إن الغريب في دعوة كلجدار أوغلو أن يوجه دعوته إلى انتخابات مبكرة إلى زعيم الحركة القومية دولت باهتشيلي، ولم يوجهها إلى الرئيس أردوغان، وهو صاحب القرار في ذلك، وفي ذلك إشارة من كلجدار أوغلو أنه يعتبر دولت باهتشيلي هو صاحب القرار، وقد سبق لكلجدار أوغلو أن تهكم قبل أيام من الرئيس أردوغان متهماً إياه بأنه وحزبه أصبحا تابعين لحليفه باهتشيلي، وأن الأخير لم يقدم مشروعاً لأردوغان إلا اضطر أردوغان لتنفيذه، فكلجدار أوغلو يغمز قدرة أردوغان في تمرير قرارته في ظل تحالفه مع باهتشيلي، وهذه التهمة أكدها أحمد داوود أوغلو في قوله: «إن أردوغان أصبح أسيراً لحليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشيلي».


أما أهمية الدعوة لانتخابات مبكرة، فهي في نظر كليجدار أوغلو تمثل خلاصاً لأزمات تركيا، وإن تعزيز الديمقراطية هو الطريق الصحيح لتحرير البلاد من الاستبداد، الذي يتهم الحكومة به.


وما يشجع المعارضة على الدعوة إلى انتخابات مبكرة هي استطلاعات الرأي التي جرت في الأيام والأشهر الأخيرة، والتي تشير إلى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية ورئيسه لصالح أحزاب المعارضة، وتخشى أحزاب المعارضة أن تتغير توجهات الشعب في ظل تغيرات مقبلة، لذلك فإن أحزاب الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي الكردي وحزب الخير تسعى إلى إجراء انتخابات مبكرة، بينما تتردد قطاعات أخرى من ناخبي حزبي المستقبل والديمقراطية والتقدم، اللذين صعدا على الساحة السياسية كمنافسين لحزب العدالة والتنمية الحاكم في إجراء هذه الانتخابات، وقد جاء رد أردوغان سريعاً برفض هذا المطلب.