الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

شتاء حارّ مع الانتخابات

بمفهوم الإقناع الذي يصف عملية التأثير في سلوك الناس تجاه الأفكار أو الأهداف، والتي قد تكون جيدة أو خبيثة، يسعى كل من المتنافسين على البيت الأبيض إلى استقطاب الجمهور، ليقولوا نعم لهما ويقتنعوا بأفكارهما وآرائهما كل على حدة، وهما على التوالي أقدم المرشحين المفترضين للأحزاب الرئيسية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

من يتأمل الوضع في شارع الولايات المتحدة هذه الأيام، مع بداية فصل الشتاء، يتيقن بأن حرارة الانتخابات أقوى من برودة الشتاء، فبالرغم من محاولات الذين فاق مستوى الإحباط لديهم مستوى الأمل، ورغم كل الصعوبات الجمة التي يحاولون تكريسها لفشل الانتخابات، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن الطيبين الذين يريدون تحقيق المصلحة العامة للبلاد هم أيضاً يتحركون.

فهناك زيادة مطردة في أعداد الناخبين الذين اختاروا التصويت عبر البريد بسبب مخاوفهم من الإدلاء بأصواتهم شخصياً في غمرة أزمة فيروس كورونا المستجد، وتُظهر استطلاعات الرأي أن الديمقراطيين يفضلون التصويت مبكراً أو عن طريق البريد، وأن الجمهوريين ربما جزئياً بسبب شكوك الرئيس ترامب المستمرة على التصويت عبر البريد، فمن المرجح أن يصوتوا بطريقة تقليدية في يوم الانتخابات.


عليه من الصعوبة بما كان التنبؤ بشكل مؤكد كيف ستنتهي انتخابات 2020، وبالمثل لا توجد طريقة لمعرفة كيف يمكن للجمهور أن يتفاعل مع احتمال نشوب صراع مؤسف، حيث إن المعدل المرتفع لاستبعاد الاقتراع الغيابي يشكل خطراً خاصاً على الديمقراطيين، وفقاً لدراسة خبراء في كلية الحقوق بجامعة فلوريدا، فقد تم رفض بطاقات الاقتراع البريدية للأقليات العرقية والإثنية، وكذلك الناخبون الشباب، بمعدل أعلى بكثير من الناخبين البيض الأكبر سناً.


لذلك، فإن أكثر من نصف الديمقراطيين (52%) يثقون إلى حد ما بإجراء انتخابات دقيقة ونزيهة، مقارنة بـ75% من الجمهوريين، الديمقراطيون قلقون للغاية بشأن ما إذا كان سيتمكن جميع المواطنين من التصويت، مع ذلك فإن كثيراً من الديمقراطيين قاموا بالتصويت المبكر، مع ثقة بأن جميع الذين يرغبون في التصويت سيكونون قادرين على القيام بذلك، في حين أن نحو ضعف عدد الجمهوريين (87%) واثقون من أن جميع المواطنين سيكونون قادرين على التصويت إذا أرادوا ذلك.

لا بد من الإشارة هنا إلى أن إحدى النقاط اللافتة للنظر فيما يتعلق بالعملية الانتخابية بين حكمة بايدن وغطرسة ترامب، حيث سيكون كل من المرشحين، إذا فاز أحدهما، أول شخص من ولايته يفوز بالانتخابات الرئاسية، وإذا فاز بايدن، سيكون أكبر رؤساء الولايات المتحدة سناً في منصب الرئاسة.. فهل سيتحقق ذلك، أم أن ترامب لديه تفويض آخر؟