السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

صراع القوى.. وصناعة السلاح

لا شك أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد غير حسابات كثيرة في موازين القوى، رغم أنه، حتى الآن، لم يحقق شيئاً من أطماعه.. لقد فشل في اختراق الدول العربية أمام وهم استرجاع الخلافة العثمانية، وهو، حتى الآن، لم يحقق أي نتائج من غزو ليبيا غير أن يكون سبباً في انقسام دول الاتحاد الأوروبي.

كما أفسد العلاقات بين بلاده والدول العربية الأكبر مصر والسعودية والإمارات، مع أن تركيا لا تتحمل أن تخسر الاتحاد الأوروبي والعالم العربي في وقت واحد، ولهذا فإن خسائرها من مغامرات أردوغان أكبر من مكاسبها.

على جانب آخر، فإن روسيا تقف لأردوغان بالمرصاد، ليس في ليبيا فقط، ولكن في سوريا أيضاً، وربما في دول الخليج، حيث توجد قوات تركية في قطر وعمان، كما أن أمريكا لن تسمح لتركيا بأن تتحول إلى قوة عسكرية تهدد أوروبا والعالم العربي، خاصة أن العالم يرصد بحذر دخول تركيا أسواق السلاح كدولة منتجة.


الأمر المؤكد، أن روسيا وأمريكا يرصدان قيام تركيا بإنتاج أنواع متطورة من السلاح، منها الصواريخ والدبابات والطائرات الحربية بدون طيار، وربما ستهدد يوماً الأسواق التقليدية، التي اعتادت على السلاح الروسي والأمريكي والأوروبي.


واضح، أن أردوغان قرأ خريطة العالم وما تشهده من تغيرات وتوزيع للأدوار، من ذلك أن الصين هي القوة الصاعدة وكل المعطيات تؤكد أنها في الطريق لزعامة العالم، وأن الصراع المقبل عن غنيمة العالم العربي سيكون إسرائيلياً - إيرانياً - تركيّاً، وأن المنافسة سوف تنتقل بين الدول الثلاث من صناعة الأسلحة التقليدية إلى السلاح النووي، والدول الثلاث لديها أسراره، بل إن إسرائيل لديها الآن سلاح نووي، وهي لا تنكر ذلك.

والسؤال هنا: أين العالم العربي من كل ذلك؟ هناك ثلاثية في هذه المواجهة تجمع مصر والسعودية والإمارات، وهي كتلة سياسية وسكانية واقتصادية وجغرافية ضخمة، من حيث الموقع والإمكانات، ولهذا فإن الضغوط التي تتعرض لها هذه الدول تؤكد أن المقبل أصعب، وإن كانت هناك احتمالات كثيرة تشير إلى أن يكون الصراع، تركياً ـ إيرانياً، أو إسرائيلياً ـ إيرانياً.

وكل التوقعات لن تستبعد الدور الأمريكي، وإن كانت إسرائيل هي الوريث الشرعي له، هذا في وقت وضعت روسيا قدميها في المياه الدافئة ولن تخرج منها، وإن كان شبح الصين سيحضر بقوة في كل الأماكن.

إن السباق المقبل لن يكون صراعاً سلمياً، وسوف يستخدم كل الوسائل، بما في ذلك المواجهات العسكرية، إذا تطلب الأمر.