الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عودة مناورات «مالابار» البحرية

أعلنت مصادر وزارة الدفاع الهندية أن القوات البحرية الأسترالية سوف تعيد المشاركة في «مناورات مالابار البحرية» لعام 2020، والآن، وضعت الدول الأربع المشاركة في «الحوار الأمني الرباعي»، وهي الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، الخطط المناسبة للمشاركة في المناورات التي ستنطلق في نهاية شهر نوفمبر المقبل في خليج البنغال وبحر العرب.

وسبق أن شاركت أستراليا في هذا التدريب عام 2007 ولكنها انسحبت منه في السنة التالية ولم تعد للمشاركة فيه مرة أخرى منذ ذلك الوقت، وقد توحي عودة أستراليا إلى هذه المناورات بحجم التغير السياسي حول الصين خلال العقد الماضي.

بدأت مناورات مالابار عام 1992، وكانت تضم الولايات المتحدة والهند، وما لبثت أن توسعت وأصبحت إطاراً قائماً في منطقة المحيط الهادئ - الهندي.


وفي عام 2007، عندما اتسع نطاقها لتخرج لأول مرة خارج المحيط الهندي، أصبحت تُنظم قريباً من جزيرة أوكيناوا اليابانية، بمشاركة اليابان وأستراليا وسنغافورة.


وتزامنت توسعة تلك المناورات عام 2007 مع الدعوة لعقد الندوة الرباعية التي أطلقها رئيس الوزراء الياباني في ذلك الوقت «شينزو آبي»، وشارك فيها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، ورئيس وزراء أستراليا جون هاوارد، ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ.

وكان توسيع مناورات مالابار عام 2007 بعلاقته الوثيقة بمجموعة الدول الرباعية، سابقاً لأوانه ولم يعمّر طويلاً، حيث أتت أول ولاية لرئيس الوزراء «آبي» على نهايتها بشكل مفاجئ في شهر سبتمبر من ذلك العام، ليحل محله رئيس الوزراء ياسيو فوكودا.

وكان فوكودا قد ورث الخبرة في العمل السياسي عن والده الراحل تاكيو فوكودا، الذي أبرم معاهدة السلام والصداقة بين اليابان وجمهورية الصين الشعبية، عندما كان رئيساً للوزراء، في شهر أغسطس 1978، واختار الابن «ياسيو فوكودا» السير على نهج أبيه، وفضل العمل على إلغاء معظم السياسات المتشددة، التي كانت تهدف إلى الحد من قدرة الصين على الحركة.

وعلى نحو مشابه، وفي أستراليا، وصلت إدارة المستر هاوارد التي حكمت طويلاً ممثلة للحزب الليبرالي، إلى نهاية عهدها في شهر ديسمبر 2007، لتؤول السلطة بعد ذلك لحزب العمال المنفتح على الصين، وأصبح الدبلوماسي المخضرم الذي يجيد اللغة الصينية «كيفين رود» يشغل منصب رئيس الوزراء.

وسرعان ما اتخذت حكومته قرارها بالانسحاب من مناورات مالابار في معرض استجابتها للانتقادات الشديدة والضغوط المتواصلة من الصين، ليتضح فيما بعد أن ذلك كان يندرج في إطار اختبار الإجراءات الممكنة، لتجنب تداعيات الأزمة المالية العالمية عامَي 2007 - 2008.

وعقب التخلص من الآمال الواهية، وبعد سنوات من التفكير الحصيف، بدا كأن تلك البلدان قررت مواجهة الحقيقة، وعادت اليابان للاشتراك في مناورات مالابار منذ عام 2015 بعد عودة «شينزو آبي» لمنصب رئيس الوزراء.

ومن المرجح، أن تعود أستراليا للمشاركة فيها بعد عودة حزب العمال إلى الحكم، بدعم من المشاعر المعادية للصين في أوساط الرأي العام الأسترالي.