السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

خلفيات «رهاب الإسلام في الغرب»

يعتبر مصطلح «الإسلاموفوبيا» أو رهاب الإسلام من المصطلحات الشائعة الآن، هذا ما أكدته الدراسات الكثيرة التي أجريت في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي، وأماكن أخرى، من قبل أفراد ومؤسسات المجتمع المدني الغربي وبعض الحكومات لأجل التصدي لهذه الظاهرة المتصاعدة داخل المجتمعات الغربية، التي عُدّت شكلاً من أشكال العنصرية، في ظل التوافد المستمر للمهاجرين من البلدان العربية والإسلامية إلى البلدان الغربية.

في هذا السياق أذكت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة، التي تدعي أن الإسلام يمر بأزمة خطيرة، نار الجدل الكبير حول الخوف من الإسلام في الغرب، ولا سيما فرنسا، وقد قوبلت هذه التصريحات بإدانة شديدة من الأوساط الإسلامية على رأسها الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر د. أحمد الطيب الذي وصفها بـ«التصريحات غير المسؤولة عن الإسلام»، وأنها «تهدف إلى تحقيق مكاسب غير مقنعة على حساب الإسلام».

كما عرّف قاموس أوكسفورد «الإسلاموفوبيا» بـ«التحامل أو الكراهية أو الخوف من المسلمين»، وبالأخص عندما يُنظر للإسلام كقوة جيوسياسية أو كمصدر للإرهاب، وبحسب ماتياس غارديل السويدي الباحث في الدين المقارن، فإن: «الإسلاموفوبيا هو الإنتاج الاجتماعي للخوف والتحامل ضد الإسلام والمسلمين، بما في ذلك الأفعال الرامية إلى الهجوم أو التمييز ضد أو عزل أشخاص، بناء على افتراضات ارتباطهم بالإسلام والمسلمين».

لقد جرى تنميط الإسلام على أنه دين متحجر لا يساير التغيرات، ولا تتشارك قيمه مع الثقافات الأخرى، وأنه بربري وغير عقلاني وبدائي ومتحيز جنسياً، وعنيف وعدواني، ويشجع على الإرهاب، وبالتالي فهو أحط قيمة من الغرب.

يأتي ذلك ضمن سلسلة طويلة من المواجهات مع الغرب، منذ قيام الحروب الصليبية واستعمار القوى الغربية لكافة المناطق العربية والإسلامية، وكان من نتاجها هجرة عدد كبير من العرب والمسلمين إلى البلدان الغربية والاستقرار بها، ولتلك الهجرة أسباب عديدة منها: تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد الأصلية، ووجود فرص العمل في البلدان الغربية التي جذبت الوافدين إليها من أنحاء العالم.

ويرى بعض الباحثين أن ظاهرة رهاب الإسلام مرافقة لتزايد عدد المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، كما ربط البعض انتشار ظاهرة الخوف من الإسلام بأحداث 11 سبتمبر.

في الأخير نتساءل: لماذا يضطر المسلمون للهجرة إلى ديار الغربة، حيث سيواجهون ثقافة مغايرة ومعادية؟ ولماذا عجزوا أفراداً وجماعات وحكوماتٍ عن تقديم نموذج راقٍ لتعاليم الإسلام السمحة، بحيث تمثل تفنيداً عملياً للآراء الباطلة عن الإسلام؟