الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

روسيا.. وأمن الخليج

في منتصف شهر أكتوبر الجاري، أحيلت رئاسة مجلس الأمن لدولة روسيا الاتحادية، وبالنظر للأهمية الكبيرة التي يحظى بها موضوع الأمن في منطقة الخليج العربي، بادرت موسكو لطرحه للنقاش والتداول، واقترحت تنظيمه على مستوى وزراء خارجية الدول المعنية باستخدام تقنية مؤتمر الفيديو.

من خلال ترؤسه لهذا الاجتماع ــ الذي نُظم في 20 أكتوبر ـ شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن ضمان الاستقرار في منطقة الخليج هو قضية مهمة وعاجلة بالنسبة للمجتمع الدولي برمته.

ويمكن للوضع المضطرب في هذه المنطقة أن تكون له تأثيراته السلبية على العلاقات الدولية كلها، وهذا يقتضي أن ينال ما يستحقه من اهتمام مجلس الأمن، الذي يُعدّ المسؤول الأول عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.


وفي مطلع العام الجاري، أثارت مخاوف من اندلاع حرب خليجية واسعة النطاق الكثير من الدول.. صحيح أن السيناريو الأسوأ لهذه الحرب تمّ تجنّبه بنجاح، إلا أن ذلك لا يمكن اعتباره سبباً مقنعاً للرضا عن الوضع العام السائد في المنطقة، وربما نفاجأ بالسيناريوهات الخطيرة وغير المتوقعة في أية لحظة، خاصة في ظل وجود بعض التناقضات والصراعات القائمة فيها.


وأثبتت محاولات العمل من طرف واحد لحل هذه المشكلات فشلها التام، وأظهرت أن لعبة الابتزاز وإلقاء اللوم على طرف واحد فقط هو أمر خاطئ وخطير، وبات من الضروري الابتعاد عن الاتهامات الجزافية والشكوك المتبادلة، والكَفّ عن استخدام أسلوب فرض العقوبات والضغوط والإنذارات المتواصلة والأعمال الاستفزازية، بغض النظر عن الطرف الذي يقوم بها، وحتى في ظروف استمرار حالة التوتر، يمكن التوصل إلى الحلول المرجوّة.

وتبقى"اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة" لعام 2015 لحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني، الأداة المهمة للحدّ من تصعيد حالة التوتر التي تسود المنطقة، وروسيا، شأنها في ذلك كشأن بقية الأطراف المسؤولة عن استمرار العمل بتلك الاتفاقية، تبقى ملتزمة بها تماماً.

وتأتي دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد اجتماع عبر الإنترنت يضم رؤساء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة لألمانيا وإيران، باعتبارها مبادرة تهدف إلى منع المزيد من التصعيد، وتشكيل نظام موثوق للأمن الجماعي في الخليج العربي، وتشعر روسيا بالامتنان لكل الذين أعربوا عن دعمهم لهذه المبادرة.

ومن أجل التأسيس لنظام موثوق للأمن الإقليمي، تقدمت روسيا بتصور يهدف إلى تحقيق الأمن الجماعي في منطقة الخليج العربي، يقوم على أجندة بناءة وموحدة تشارك في وضعها دول الخليج العربي كافة.