السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

المتأرجحون.. والانتخابات الأمريكية

عادة ما ينصح القارئ بالمرور سريعا على لائحة المصطلحات قبل قراءة الموضوع الذي يستقطب الاهتمام من خلال كلمة مفتاحية أو عبارة لافتة.

في الانتخابات الأمريكية ثمة مصطلحات تنفرد بها كالمجمّع الانتخابي والتي حسمت الانتخابات الأخيرة لصالح الرئيس الحالي دونالد ترامب رغم تفوق منافسته هيلاري كلينتون عليه في عدد الناخبين.

لكن مصطلحا كالولايات المتأرجحة أو الناخبين المترددين اكتسبا معان جديدة إلى حد كبير جراء حالة الاستقطاب غير المسبوقة في البلاد.


نقف ساعة نشر هذه المقالة على مسافة أسبوع من الاقتراع وبعد أسبوع من آخر مناظرات 2020، 50 مليونا صوتوا قبل بدء المناظرة الأخيرة الأمر الذي يعني خروجهم من دائرتي التأرجح والتردد المتقاطعتين غالبا.


يستثنى من ذلك، الراسخون في قناعاتهم لأسباب سياسية أو حتى دينية، حيث يكون الانقسام بين الحزبين حول قضايا كالإجهاض، فهؤلاء ليسوا معنيين بمقاطعة أعضاء الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ مثلا جلسة تثبيت القاضية المحافظة إيمي كوني باريت، بقدر ما هم معنيون بالموقف إزاء الإجهاض وأمور أخرى تتعلق بمؤسسة الأسرة والزواج، أولئك يعرفون بناخبي الضمير.

أما أصحاب الولاء السياسي الثابت لأي من الحزبين فهم عرضة لتبديل المواقف كما جرى مثلا في إعلان وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، الجمهوري كولين باول، نيته انتخاب بايدن تعبيرا عن استيائه من ترامب.

في المقابل، فإن القوة الانتخابية الأكثر حسما في الانتخابات الراهنة تتمثل بثلاث فئات: المتقاعسين أو غير المتحمسين للاقتراع، وهم في تراجع جراء حالة الانقسام في البلاد، وفئتا المتأرجحين والمترددين.

المتردد لم يحسم بعد موقفه من قضايا قد لا يكون للمرشحين علاقة بها: كالعربي الأمريكي مثلا الذي لا ترضيه مواقف المرشحين معا من قضية ما، لكنه في الوقت نفسه يملك متجرا ولا يريد تضرره بالضرائب أو يخشى على ثمرة مدخرات عمره من التخريب خلال عمليات الاحتجاج التي اتسمت مؤخرا بالعنف والفوضى.

أما المتأرجح فهو الذي يحار في أي من المرشحين أصدق أو أكثر كفاءة في تحقيق ما وعد أو يعد به، وهنا «مربط الفرس» كما يقال.

لقد أحسن بايدن استخدامه كلمة «ملاركي» عندما شكك بردود ترامب عليه مستعرضا إنجازاته، وملاركي، كلمة إيرلندية، يونانية الأصل، دخلت الصحافة الأمريكية عبر فن الكاريكاتور السياسي في عشرينيات القرن الماضي وتعني اللغو، المنطق الأجوف أو الكلام «الفاضي»!

وفي الثالث من نوفمبر أو بعده، سنرى من كان كلامه موزونا في نظر الأمة الأمريكية.