السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«شنتشن».. والجانب الصحيح من التاريخ

احتفلت الصين قبل أيام بالذكرى السنوية الأربعين لتأسيس منطقة «شنتشن» الاقتصادية الخاصة في مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، هذه المنطقة التي أصبحت روحاً للابتكار العالمي، ومركزاً تجاريّاً واقتصاديّاً عالمياً حقق معجزة كبرى، ويقع فيها المقرات الرئيسية لكبريات شركات التكنولوجيا الصينية مثل شركة هواوي وشركة تينسنت وشركة دي جي آي، وغيرها من الشركات العالمية، وتحولت بذلك منطقة شنتشن من قرية للصيد لمدينة الابتكار والتطور.

عندما تريد أن تذكر مثالاً للسرعة في التطور والإنجاز ستذكر أنه تم بناء مبنى كامل في 3 أيام فقط في شنتشن، وخلال الأربعين عاماً الماضية تحولت شنتشن إلى مدينة متكاملة منفتحة على العالم بروحها الصينية المرتكزة على الانضباط، وخلال هذه السنوات تطورت المدينة لتصبح قطباً مهماً للتجارة العالمية والابتكار التكنولوجي المتطور.

في عام 1980، بلغ إجمالي واردات وصادرات التجارة الخارجية لمدينة شنتشن 18 مليون دولار أمريكي، وفي عام 2019 وصل إلى 431.5 مليار دولار أمريكي، بمتوسط معدل نمو سنوي 26.1%، وهذا الإنجاز والتحول سره واحد وهو إرادة الشعب، فالشعب هو سر التنمية ومحور التطور، وهو من يقول كلمته إن أراد أن يصنع المعجزات.. صحيح أن العالم يواجه أزمات اقتصادية كبيرة إلا أن شنتشن تمثل النموذج العالمي للمدن الاقتصادية التي نحتاجها في المستقبل.

في شنتشن ستجد للتطور التكنولوجي مكاناً رائداً، وعندما تتجول في أسواق التكنولوجيا في المدينة ستجد أحدث الابتكارات على بعد خطوة منك، وسيصبح بإمكانك أن تستخدم أحدث الأجهزة بداية من الروبوتات وصولاً إلى الطائرات بدون طيار، ولذلك تجدها المدينة المفضلة لعشاق التقنيات الحديثة سواء من الأفراد أو من أصحاب الشركات والتجار الذين يرون في شنتشن سوقاً لمستقبل شركاتهم، ولم تصل المدينة الصينية لما وصلت إليه إلا للسياسات الحكومية التنموية، التي جعلت المدينة تتطور بسرعة كبيرة، وتحقق أعلى مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمختلف أشكالها ومستوياتها، ولهذا على العالم أن يستفيد من هذه التجربة العالمية من الانفتاح والتعايش وتعدد الثقافات.

مسيرة التطور في شنتشن ستكون ممتدة ولن توقفها الظروف ولا الأزمات، فكما قال الرئيس شي جين بينغ: «يجب ألَّا تدفعنا الرياح المعاكسة والأمواج العاتية إلى الوراء.. يجب أن نقف على الجانب الصحيح من التاريخ، ونوسع الانفتاح بثبات وشمولية، ونعزز بناء اقتصاد عالمي مفتوح ونعمل على بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية»، وسنتشن ومسيرة تطورها هي التاريخ الذي تريد الصين كتابته في مقبل السنوات.