السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الانتخابات الأمريكية.. واختبار إس 400 التركي

لا ينبغي تجاهل توقيت انشغال أمريكا بالانتخابات الرئاسية، على اختبار تركيا لصواريخ أس 400 الروسية، فترامب يحشد كامل قواه وإمكاناته للفوز في الانتخابات، وقد كانت الصواريخ الروسية المختلف عليها بين تركيا ووزارة الدفاع الأمريكية، بمثابة أزمة حقيقية مع تركيا لأكثر من عامين، فتركيا وقّعت شراء هذه الصواريخ في أبريل 2017، ومنذ ذلك الحين وهي تقول لم نشترِ الصواريخ للزينة، بل للاستعمال.. فلماذا اختارت توقيت إجراء الاختبار عليها لما قبل الانتخابات الأمريكية بعشرة أيام فقط؟
قد يشير ذلك إلى موقف تركيا من نتائج الانتخابات الأمريكية أولاً، أو أنها تستغل حدث الانتخابات، لتمرير رغبتها في اختبار الصواريخ الروسية، وبعض الدراسات تقول: إن الرئيس التركي أردوغان سيكون أكثر الخاسرين في حال فوز بايدن وخسارة ترامب، فمعظم ترتيبات الجيش التركي في سوريا، جاءت بإقناع ترامب بأن أمن شمال سوريا، يمكن أن يتحمله الجيش التركي بدل الجيش الأمريكي، وهو ما دفع ترامب لسحب قواته من شمال سوريا أو التخفيف منها كثيراً، وذلك بخلاف رغبة البنتاغون، وقد جاءت ردود الفعل الأولية الأمريكية على اختبار الصواريخ الروسية من البنتاغون نفسه، فقال متحدث «البنتاغون» جوناثان هوفمان: إن «وزارة الدفاع الأمريكية تدين بشدة اختبار تركيا منظومة الدفاع الجوي إس 400، في 16 أكتوبر، كما أكد الرئيس رجب طيب أردوغان».
ولكن البنتاغون لن يتخذ قراراً دون توقيع الرئيس ترامب أو موافقته، وترامب في أزمة الانتخابات، ومع تزايد احتمالات فوز منافسه بايدن، ومع أزمة كورونا وانعكاساتها على الانتخابات أيضاً، وأزماته مع إيران والصين وروسيا وغيرها، قد لا يضطر إلى فتح أزمة كبرى مع تركيا في هذا التوقيت، فتبقى اعتراضات البنتاغون وتهديداته قابلة للتأجيل لما بعد الانتخابات، وهو ما يحد من قوتها.
ولكن ذلك لا يلغي مبدأ العقوبات الأمريكية على تركيا، لأن المشكلة مع تأثير اختبار تشغيل هذه المنظومة الصاروخية المتطورة في أمن أنظمة الدفاع الأوروبية والأمريكية وحلف الناتو، أي أن تركيا تفتعل أزمة حقيقة مع أمريكا مع الكونغرس والبنتاغون والرئاسة الأمريكية المقبلة، وقد تكون نتائجها على خلاف ما تتمنى الرئاسة التركية، وبالأخص إذا تعرضت تركيا إلى مزيد من العقوبات الاقتصادية، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية أصلاً، أي أن إس 400، ستبقى عائقاً أمام التعاون الأمريكي مع تركيا في مجالات أخرى من وجهة نظر أمريكية