السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إلا رسول الله

قبل 30 عاماً أصدر الكاتب البريطاني من أصول كشميرية: سلمان رشدي، كتاباً أسماه: (آيات شيطانية)، لم يهتم به أحد، ولم يسأل عنه أحد، ولكن بمجرد أن أفتى الرئيس الإيراني (الخميني) بقتله ومنع كتابه، تسابق الناس لشرائه واشتُهر الرجل، وأصبح معروفاً ومشهوراً، ولو تم (تطنيشه وتركه)، لما سمع وسأل عنه أحد.

نحتاج إلى تدبر بالعقل وليس العاطفة، فحكومة فرنسا أعلنت الحرب على الإسلام السياسي الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين، وأرادت أن تبين أن لها وزناً وثقلاً، فاستخدمت سوشيال ميديا، لتحريك عواطف المسلمين، من خلال هاشتاغات، من أجل إرسال رسالة للأوروبيين مفادها: إن «الإخونجية» لا يزالون يمتلكون تأثيراً قوياً.

إنهم يريدونك بانفعالك وتغريدك، تبدو وكأنك لا تدافع عن جماعة الإخوان المسلمين، ولكنك تدافع عن نبيك، قال تعالى لنبيه الكريم: (إنا كفيناك المستهزئين)، أليست هذه الآية الكريمة كافية للمسلم عن استخدام العنف؟ ورسولنا الكريم (شتمه وعذبه أصحابه) كفار مكة سابقاً، فهل دعا عليهم؟ أو أمر بقطع رؤوسهم؟ أم أنه صبر واستمر في دعوتهم للإسلام، وعندما فتح مكة قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).


إذا أردت أن تدافع، فعلاً، عن النبي الكريم، استخدم سلاحهم نفسه، وارفع قضية عليهم، فهناك قانون، حيث أقرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن الإساءة للرسول الكريم لا تندرج ضمن حرية التعبير، واعتبرت أن (إدانة) محكمة نمساوية لسيدة بتهمة الإساءة للنبي الكريم، انتصاراً لحرية العقيدة، وتوقيراً للأديان السماوية، وهكذا يفعل اليهود لمن ينكر (المحرقة)، يرفعون عليه قضايا، فهذا سلاح العصر، فلماذا لا نستخدمه؟


الإخونجية والمتطرفون، قد فروا من بلدانهم، حسب زعمهم، (خوفاً على دينهم) من بطش واضطهاد الحكومات العربية، فهاجروا إلى الدول الغربية، وهم اليوم يعيشون فيها ويأكلون من خيراتها، وينعمون بأمانها ويحصلون على جنسيتها بحسب (العهد) الذي بينهما، ولكنهم (ينقضونه) عندما يمارسون الإرهاب والتطرف، بزعمهم أنهم يعيشون في دول (كافرة)، عوضاً عن تطبيق أخلاق الرسالة السماوية السمحة، لذلك فهمت واستوعبت الدول الغربية حقيقة (الإسلام السياسي) وأهدافه فبدأت تحاربه، وحملة الإخوان ضد فرنسا، ليست مخلصة لوجه الله، وليست دفاعاً عن الإسلام، بل هي متاجرة بالدين، ويكفي أن تستوعب بأنهم (حرّفوا) مقاطعة المنتجات التركية إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، لتعلم وتستوعب أن الهدف سياسي واقتصادي، وليس دينيّاً كما يزعمون.