الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

واشنطن.. جاذبية الخرطوم والتطبيع

بمبدأ التخلي عن كل شيء ونهج السلوك العفوي الطبيعي، ليس هناك شك في أن إضافة فصول جديدة إلى الاتفاقيات الإبراهيمية في مصلحة الولايات المتحدة، ولكن الانتقال الناجح في السودان أيضاً وتسلسل هذه الخطوات أمر بالغ الأهمية، وستكون الحكومة السودانية الموحدة بتفويض شعبي، أكثر قدرة على تحقيق سلام دائم مع إسرائيل، باتباع الحكمة حتى لا تقوض المرحلة الانتقالية.

لم تغفل الانتخابات الأمريكية، التي وصلت إلى نهايتها، مع اشتداد المواجهة بين المتنافسين الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن فكرة وجود دولة محورية بثروة محتملة يكون لها دورها، إذا تم التعامل معها وفق استراتيجية خاصة، فإن مكاتب العلاقات الخارجية لكلا الطرفين تدرك ذلك جيداً، كما أشار كل من بايتون كنوبف وجيفري فيلتمان، خبراء السلام العالمي بواشنطن في محور حديثهما عن السودان.

جاذبية الخرطوم التي ظلّت مقصداً لثوار العالم في ستينات القرن الماضي، والتي خرجت من سرب الحرية والسلام والعدالة بعد أن سقطت في قبضة مجموعة من المتاجرين باسم الدين، الذين وضعوا السودان على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، تعود لتظهر في دفتر سلام إيجابي كأمر واضح وواقعي، بعد إعلان انضمامها إلى قائمة الاتفاقيات مع إسرائيل، في ركب الإمارات والبحرين.


يدور الكثير من الجدل حول احتمالات تحسين العلاقات الثنائية بين إسرائيل والسودان، وحول هشاشة الانتقال السياسي في السودان، والمخاطر التي قد يفرضها التطبيع المبكر على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يرى البعض ألا أحد يريد تكرار اتفاقية السلام الإسرائيلية اللبنانية لعام 1983، التي وقعتها حكومة لبنانية بدون شرعية شعبية وانهارت في أقل من عام.


أما في السودان، فقد تم تصميم وترتيب الحكم الانتقالي لتحقيق توازن في المشهد السياسي بين جميع الفصائل السياسية، التي لا تعد ولا تحصى، وذلك لتطوير نظام دستوري جديد، فمجلس السيادة برئاسة عبدالفتاح البرهان ومجلس الوزراء، بقيادة عبدالله حمدوك، لكل منهما مجموعة محددة من المسؤوليات تتبع حتى انتخابات 2022، وذلك لتوفير مسار نحو الديمقراطية التي تلبي تطلعات الشعب.

وفقاً لذلك، قد تعتمد آفاق اتفاقية التطبيع أعلى الفوائد الاقتصادية الفورية، التي يمكن أن تظهرها حكومة الخرطوم لمواطنيها الذين تمكنوا بالفعل من إسقاط نظام استبدادي طويل الأمد، فانضمام السودان إلى الإمارات والبحرين ومصر والأردن في إعلان السلام مع إسرائيل، يركز على الرؤية الاستراتيجية المحورية نحو السلام والاستقرار ومصلحة البلد، فهل ستعود جاذبية الخرطوم لواشنطن؟