الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الرئيس الأمريكي.. وعلم البيانات

ربما لا يدرك البعض أهميَّة تسخير علم البيانات، حيث يبقى تخصُّصاً مجهولاً مع ندرة المتخصصين فيه، لكنه ممتع ومشع بالإثارة والفضول، وعماد أساسي لكل صانع قرار بداية من الرئيس وحتى المواطن العادي الذي يتَّخذ قراراً اقتصادياً بشراء سلعة أو منتج معين، وقد يكون من المناسب ونحن في موسم الانتخابات الأمريكية أن نضرب مثالاً على أهمية هذا العلم بالعلاقة الوطيدة التي ربطت بينه، وبين الرئيس دونالد ترامب خلال سنواته الأربع الماضية.
يدرك الملياردير الجمهوري المولع بالأرقام، قيمة البيانات جيداً، فكثيراً ما يستخدمها لدعم مقترحاته، أو مهاجمة خصومه، وهي تعد أفضل أصدقائه المقربين، وكلنا يعلم كيف استخدمت حملته الرئاسية في 2016 البيانات والخوارزميات بالتعاون مع شركة كامبريدج أناليتيكا، حتى فاز بكرسي الرئاسة، حيث اعتمدت خطته الناجحة على تحليل سلوك الناخبين واجتذابهم بالترغيب والترهيب، وقد لعبت دوراً رئيسياً في كسب أصوات الناخبين بالولايات المتأرجحة مثل فلوريدا وبنسلفانيا.
منذ بداية عام 2016، غرد الرئيس الأمريكي في المتوسط عشر تغريدات يومياً، حتى وصلت إلى 10 آلاف تغريدة بعد تنصيبه في 2017، وكان لها فعل السحر في تحريك الأسواق المالية والنفط صعوداً أو هبوطاً، حتى أن بنك «جي. بي مورغان» ابتكر مؤشراً يقيس أثر تغريدات ترامب على سوق السندات، ودورها في معرفة اتجاهات أسعار الفائدة، وعادة ما توقد تغريداته ردود فعل حادة في أسواق فئات الأصول المختلفة، الأمر الذي استثار بعض الشركات والمطاعم الشهيرة للاستفادة من علم البيانات الضخم، في التسويق لمنتجاتها عبر خوارزميات التنبؤ والذكاء الاصطناعي.