الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

من «تشرنوبل» إلى «واترلو الغرب»

تواجه البلدان الغربية ذات المناخات الباردة خطرين في آن بسبب تفاقم الوضع الصحي الناتج عن كوفيد19، إما الإقفال الكامل وتعطيل الأعمال للسيطرة على الإصابات، وتحمل نتائجها الكارثية، وإما مواصلة النشاط الاقتصادي والاجتماعي، الذي ينطوي على مخاطر أكبر، لأنه يسبب كارثة صحية تعقبها أخرى اقتصادية.

تصاعد حالات الإصابة دفع العديد من الحكومات الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات صارمة تقترب من الإقفال التام من أجل تقليص الإصابات والوفيات، وكسر تقدم كورونا أثناء فصل الشتاء، الذي تنتشر فيه الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي.

وتتوقع السلطات الصحية البريطانية ارتفاع الإصابات بين 50% و150% خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، قياساً بالموجة الأولى للفيروس، إن لم تتخذ الحكومة إجراءاتٍ صارمةً، الأمر الذي دفعها إلى إعلان الإقفال التام لأربعةِ أسابيع.


وتحذر الشركات والمؤسسات من أن القيود وإجراءاتِ الحجر الصحي، ستترك تأثيرات اقتصادية واجتماعية وخيمة، وقد أعلنت خدمة الإسعاف البريطانية عن ارتفاع محاولات الانتحار من 22 محاولة يومياً عام 2019 إلى 37 محاولة، ويطالب قطاع الأعمال الحكومات بألا تلجأ إلى الإغلاق الكامل، خصوصاً في فترة أعياد الميلاد، التي تعتبر أهم فترة للنمو الاقتصادي والتواصل الاجتماعي، إذ تتضاعف فيها التنقلات السياحية ومبيعات السلع والبضائع، بينما تزدحم المطاعم والفنادق والمسارح ومحال الترفيه بالمتبضعين والرواد.


ودفع تقلص النشاط الاقتصادي شركات عديدة للمراجعة، فأعلن بعضها الاستغناء عن 20% من الموظفين، الأمر الذي يفاقم البطالة إلى مستويات قياسية، والأسواق المالية العالمية واصلت تراجعها، إذ فضل المستثمرون استبدال أسهمهم بالدولار الأمريكي، وتراجعت أسهم شركات غوغل وفيسبوك وتويتر 5% إثر الانتقادات التي وجهها الكونغرس لمديريها حول إدارة المعلومات عبر منصاتها، وانعكست التراجعات المالية الأوروبية والأمريكية سلباً على الأسواق الآسيوية، ولكن بدرجة أقل، لأن الفيروس في تلك البلدان تحت السيطرة بسبب دفء المناخ والتزام التوجيهات الصحية.

شركات غربية عديدة عانت انخفاضاً في قيمتها، فمثلا خسرت شركة رينو، 8%، لتصبح الخاسر الأكبر الأسبوع الماضي، بينما تكبدت مؤشرات (كاك وداوجونز وداكس) خسائر ملموسة.

ويرى محللون أن الاحتمالات الغامضة للاقتصادات الغربية ستترك تأثيرات مدمرة على الأسواق، بينما ظلت الحكومات عاجزة عن اجتراح حلول مبتكرة لأزمة كوفيد-19، التي كان يجب أن تكون بمثابة «تشرنوبل الصين» لكنها أصبحت «واترلو الغرب» حسب كتاب (نداء الإيقاظ) لمؤلفَيْه ميكلذويت وولدريدج.