الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

«إلا رسول الله».. وخلفيات المقاطعة

فهِم البعض واستوعب اللعبة، وكيف أن «الإخوانجية» يستغلون الشعوب الإسلامية باسم الدفاع عن الرسول الكريم، ولكن البعض الآخر قال: كل المصائب تردونها على الإخوان المسلمين؟.. في الكويت مثلاً أظهرت الدعوات المتزايدة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية أن الأمر ليس (تلقائياً أو حتى عفوياً)، وأنها خطة منظّمة، لإظهار الكويت مركزاً للمقاطعة، وتحمل عنوان الدفاع عن (الإسلام والرسول)، وتهدف إلى (إحراج السعودية)، وإظهار أن حملتها لمقاطعة السلع والمنتجات التركية (غير مبررة وغير عادلة).

ويبرر الإخوانجية مقاطعة السعودية للمنتجات التركية إنما هي (دعم) للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الكافر) ضد خليفة المسلمين أردوغان، وتحاول تركيا والإعلام القطري والإخواني إظهار الموقف الفرنسي وكأنه يركز على مهاجمة الإسلام، إلا أن هيئة كبار العلماء السعودية وضحت أن «الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل لن تضرّ أنبياء الله شيئاً، وإنما تخدم أصحاب (الدعوات المتطرفة)، الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية»، وهو موقف أظهر أن الرياض (واعية) بخلفية الحملة ضد فرنسا، وأنها لن تجاري ذلك خدمة لأردوغان، الذي بات يستخدم الدين (كمطية) يركبها كلما هبطت شعبيته لجذب الأنصار.

في المقابل ينوي مجلس «حكماء المسلمين» برئاسة شيخ الأزهر، رفع قضية على الصحيفة التي نشرت الرسومات المسيئة مع مطالبة بتعويضات، ذلك لأن القضايا والمحاكم والغرامات هي ما يفهمه البعض، لذلك (حاربهم بنفس منطقهم وسلاحهم)، وكالعادة تلعب قطر على الحبلين (إثارة الغضب والدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية)، من خلال إعلامها، وتهدئة من وزارة الخارجية القطرية، وهو نفس ما قام به أردوغان في المطالبة بمقاطعة المنتجات الفرنسية، وزوجته وعائلته ترتدي أفخم وأغلى الماركات الفرنسية.


متى نتعلم أن أردوغان ومهاتير محمد وغيرهم من حزب وأصدقاء الإخوانجية يستخدمون (العوام من الناس) كحطب لمزيد من الاشتعال السياسي؟.. وفي عرفهم أن كل تعامل مع إسرائيل حرام إلا إذا كان عبر (مكتب تجاري قطري) ومقاطعه المنتجات الفرنسية مستمرة، ما عدا (الأندية والفنادق والمباني والشركات القطرية)، ومذيعي قناة الجزيرة أصبحوا مندوبي إعلانات للمنتجات التركية، فماذا تريد أدلة أكثر من ذلك بأن هذه الحملة (موجهة) ليستغلوا العامة من المسلمين بشعار (إلا رسول الله)، وبعدها يجلس الإخوان للتفاوض مع الحكومات الأوروبية للحصول على الغنائم، وفي المقابل أنت لم تستفد شيئاً غير أنه تم استغفالك واللعب بك!