الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

هل هناك من يريد حلاً؟

أصبحنا نواجه متغيرات جديدة في واقعنا العربي، وفي طبيعة إدارة الصراع أو العلاقات مع إسرائيل، وهذا الواقع، على تحدياته، لم يجد من يخرج، خاصة فلسطينياً، ليقول كيف يمكن إدارته بما يصل بنا إلى حل للقضية الفلسطينية.

هل هناك من يريد الحل فعلاً؟ هذا سؤال أتحاشاه عندما يمر على ذهني سؤال حول القضية الفلسطينية، لا أرغب في أن أواجهه.. أُفضل أن أظل مقتنعاً بأن الجميع، خاصة الأطراف الفلسطينية، يريد بالفعل حلاً لهذه القضية.

عندما أرى ما يحدث حولي من مواقف عديمة اللون والطعم والرائحة، وأجد تراخياً أو تراجعاً، أو تكاسلاً أو تجاهلاً من أطراف مختلفة، خاصة أطرافاً فلسطينية، تجاه موقف ما أو حالة ما تصب في اتجاه تحريك القضية، يثور السؤال الذي طرحته من البداية، ويحاول أن يتسلل، رغم مقاومتي له حتى لا أتعرض لمواجهة الإجابة عليه.


وليس بعيداً عن هذا الإحساس عن رد الفعل على ما أثير خلال الأعوام الأخيرة، عن محاولات ومناورات للإصلاح الداخلي أو للمصالحة الوطنية بين فتح وحماس أو بين فتح وفتح، أو بين حماس وجزء من فتح.


يضاف إلى ذلك، الحديث عن حل المشكلة الأشهر في تاريخ البشرية، أو الحديث عن تفاهمات إسرائيلية ـ فلسطينية أو مشروع للسلام، وكل ما يدور من حركة يستهدف منها البقاء على سطح الماء، وتجنب الغرق، وهدف البقاء هنا هو للقيادات وليس للقضية.

نحن جيل، بل أجيال، عاشت على أهمية قضية فلسطين وتحرير القدس، والبعض منا عاش مرحلة حلم القضاء على إسرائيل، ثم تراجعت أحلامنا وطموحاتنا إلى مجرد وجود دولة.. أي دولة تحمل اسم فلسطين!

وبعد عقود من الزمن، أردنا الوصول إلى أي جزء يقع في حدود القدس، لنطلق عليه القدس، لنحقق حلماً، يبدو أنه سيظل حلماً لبعض الوقت، ولا أريد أن أتشاءم وأقول لكل الوقت.

من عاش منا تلك المرحلة وهذه الأفكار، لا يريد أن يصدق أن هناك أطرافاً، خاصة لو كانت فلسطينية، لا تريد الحل، لذلك أحاول دائماً التهرب من مواجهة السؤال.. لا أريد أن أواجه التساؤلات، وتلك الشكوك، ولا أريدكم أن تواجهوها أنتم أيضاً.