السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بايدن وترامب.. محك الفوز والهزيمة

«إن العظماء الذين عرفناهم في حياتنا هم أشخاص عرفوا الهزيمة، عرفوا المعاناة، وعرفوا الخسارة، لكن في نفس الوقت عرفوا الطريقة التي يتعاملون بها مع كل ذلك».. هكذا قالت إليزابيث كوبلر روس.

وتفيد الحكمة القديمة: بأن التواضع في النصر واللباقة في الخسارة من سمات العظمة والنبل في الإنسان، وعليه فإن تجاوب الرئيس دونالد ترامب مع نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية الأولية حين وصفها بالمزورة داعياً إلى وقف تعداد الأصوات بحجة أن الديمقراطيين يحاولون «سرقة الانتخابات التي فاز بها» يلحق أضراراً جسيمة بالمؤسسات الديمقراطية الأمريكية التي أوصلته إلى البيت الأبيض في 2016.

وبالمقابل دعا منافسه الديمقراطي جو بايدن الأمريكان إلى التحلي بالصبر والانتظار حتى فرز آخر صوت، وبذلك حقق نصراً تاريخيّاً بعد أن فاز بأكبر عدد الأصوات في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأصبح الرئيس 46 في تاريخ الولايات المتحدة.

لقد قوبلت تصريحات الرئيس ترامب باستنكار شديد من وسائل الإعلام الأمريكية، حتى الجمهوريون لم يحبذوها لأن اتهامات التزوير في فرز الأصوات البريدية «المفاجئة»، التي وصلت إلى مراكز فرز الأصوات لا تستند إلى أدلة، وبحسب مسؤولي الانتخابات الأمريكيين لا توجد أدلة على وقوع التزوير في فرز الأصوات، وعملية فرز الأصوات جرت بنزاهة وشفافية وفقاً لقوانين الولايات الانتخابية.

وفيما اتهم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الرئيس الأمريكي بـ«استغلال فاضح للسلطة» لطلبه وقف فرز الأصوات قالوا إن الرئيس الأمريكي أدلى بـ"ادعاءات لا أساس لها".

وكتبت هيئة تحرير صحيفة واشنطن بوست: "أمامَ الهزيمة اختار ترامب أن يشوه سمعة الديمقراطية الأمريكية"، وعلقت، قائلة: إن سيل الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي أطلقها هو وحملته الانتخابية بشأن التزوير في فرز الأصوات البريدية، يمثل تحديّاً كبيراً لمسؤولي فرز الأصوات الذين يقومون بواجبهم بكل شفافية ونزاهة».

وكتب كولبرت كينيغ في نفس الصحيفة أيام إجراء الفرز: «سواء بقي ترامب أو رحل، لقد ألحق أضراراً فادحة لا يمكن إزالتها، وكتب آخر: أن أثر «الترمبية» سيدوم طويلاً.

وتعد الانتخابات الحالية أكثرها استقطاباً في تاريخ الانتخابات الأمريكية بين مؤيدين شرسين لترامب ومعارضين أشدَّاء له، ولوحظت أصداؤها على الشارع الأمريكي في احتجاجات وتظاهرات كلا الجانبين وسط مخاوف من وقوع أحداث الشغب والعنف، خاصة بعد الانتصار الكبير الذي حققه جو بايدن.

كلنا أمل بتجاوز المؤسسات الديمقراطية الأمريكية الحالة الراهنة، وتخرج منتصرةً لتقدم درساً أمام الديمقراطيات الأخرى في العالم.