السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تركيا.. وفوز بايدن

جاء في عدد من التقارير الصحفية والتحليلات السياسية، أن تركيا ستكون الخاسر الأكبر من فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر تحديداً ذكر اسم الرئيس رجب طيب أردوغان شخصياً، بأنه سيكون أكثر رؤساء العالم خسارة من فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفوز، بحكم أن الرئيس التركي استطاع التفاهم مع ترامب في عدد من القضايا والأزمات، ومنها إقناعه بوجهة النظر التركية في السياسات الخارجية، ولو بدرجة تقبل بها السياسة التركية، وإن لم تكن كاملة، وبالأخص في الملف السوري، وبتولي الجيش التركي مسؤولية تأمين شمال شرق سوريا خالية من تنظيم داعش مثلاً، ورغم أن ذلك كان بخلاف وجهة نظر البنتاغون الذي كان يريد إبقاء قوات للجيش الأمريكي فيها، ولكن الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية منها، فكان شخص الرئيس ترامب عاملاً رئيسياً بتواجد تركيا شمال سوريا.

وكذلك لم تكن المعارضة الأمريكية ضد تركيا كافية، لمنع التحرك أو التدخل التركي في ليبيا، باعتبار أن التحرك التركي في ليبيا قد يكون مانعاً لمد روسيا نفوذها الخطير بقربه من أوروبا، ومنطقة نفوذ حلف شمال الأطلسي أيضاً.

كما قُرئ الموقف الأمريكي من التنقيب التركي عن الغاز في شرق المتوسط، أنه لم يكن حازماً بسبب إدارة ترامب، بالرغم من التنديد المتكرر بعمليات التنقيب على لسان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، كما أن موقف إدارة ترامب من التدخل التركي في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا لم يكن قوياً، وقد يكون ذلك بسبب الدور الروسي المحتمل فيها أيضاً.


أما نقطة الخلاف الكبرى بين أمريكا وتركيا، فهي شراء منظومة الصواريخ الدفاعية إس 400، بالرغم من رفض أمريكا وحلف الناتو، إتمام هذه الصفقة، حيث عارضت أمريكا تشغيل هذه المنظومة الصاروخية، وهددت كثيراً بفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على تركيا، إن هي قامت بتشغيلها، ولكن تركيا استغلت فترة الانتخابات الرئاسية في أمريكا وقامت بتشغيلها.


قد يكون بعض ما ذُكر موضع خلاف، ولكن نتائجه ستكون قصيرة المدى بهزيمة ترامب، حيث إن المواقف الأمريكية ضد تركيا تنبثق من موقف الكونغرس الأمريكي أكثر من مواقف البيت الأبيض، وهي مواقف أكثر تشدداً في رفض السياسات التركية الخارجية في العديد من القضايا، لكن بفوز جو بايدن برئاسة أمريكا، تكون تركيا قد أجلت أزماتها الحقيقية والكبرى مع أمريكا في عهد ترامب، وستكون التقارير التي استشرفت الأزمات التركية مع الإدارة الأمريكية الجديدة أكثر مصداقية.