الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بايدن والإخوان.. مخاوف وأوهام

يتصور البعض أن فوز جو بايدن، يعني عودة جماعة الإخوان إلى الواجهة في مصر وعدد من دول المنطقة، بل وصل خيال البعض إلى حد القول: إن الإخوان سوف يتولون الحكم في مصر تحديداً، هذا التصور ينطوي على فهم مغلوط، وهو أن ساكن البيت الأبيض هو من يختار لنا من يحكمنا، وفي هذا تجاهل وإهدار لإرادة الشعب المصري وشعوب المنطقة.

سعى الرئيس الأمريكي ليندون بينز جونسون، إلى خلع الرئيس عبدالناصر، وتورط بشكل مباشر في حرب 1967، وكان رد الشعب المصري واضحاً بالتمسك والإصرار على وجود عبدالناصر، في مظاهرات 10 يونيو 67، وكانت الإدارة الأمريكية مستميتة في الإبقاء على د. محمد مرسي رئيساً لمصر، وصلت رسالة واضحة وقتها إلى عدد من المؤسسات المصرية، بأن يديروا هم الأمور، ويبقوا مرسي يملك ولا يحكم، لكن كان قرار الشعب المصري واضحاً، وهو خلع الإخوان نهائياً.

يتخوف البعض من أن بايدن كان نائباً للرئيس أوباما الذي انحاز إلى الإخوان، وكان زميلاً للسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في دورة أوباما الأولى، وذهب بعض المحللين العرب إلى أن الديمقراطيين منحازون إلى جماعة الإخوان، بعكس الجمهوريين، وذلك تصنيف يفتقد إلى الدقة.


الرئيس الجمهوري بوش الابن، هو من سعى إلى تمكين الإسلام السياسي في المنطقة، نعرف جيداً ماذا فعل بالعراق وقدمها هدية إلى الولي الفقيه، وفي سنواته تحرك الزرقاوي بحرية داخل العراق، وفي مصر مارس ضغوطاً عنيفة على الرئيس مبارك، ليوسع نصيب الإخوان في السلطة، ولذا وجدناهم يتربعون في برلمان 2005، ثم جاءت الإدارة الديمقراطية من بعده، لتكمل ما بدأته الإدارة الجمهورية، يتحدث البعض عن أن إدارة أوباما نشرت الفوضى بالمنطقة، وننسى أن فكرة الفوضى الخلاقة، طرحتها السيدة كوندليزا رايس الجمهورية.


راهن الديمقراطيون في عهد أوباما على الإخوان في مصر وبلاد المنطقة، وثبت فشل هذا الرهان، تبين للجميع افتقاد الإخوان لأي كفاءة، لذا وجدنا الرئيس أوباما يستقبل الرئيس السيسي في زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة، وكان ودوداً للغاية أثناء الاستقبال، بل إن رموز الحزب الديمقراطي، وهم: هنري كيسنجر، ومادلين أولبرايت وغيرهما، حرصوا على استقبال الرئيس المصري، والتأكيد على احترامهم لاختيار المصريين، ساسة البيت الأبيض لا يعشقون في الظلام، ولا حتى في النور، يهمهم الصالح الأمريكي، ويحرصون ظاهرياً على احترام إرادة الشعوب.. القضية هي ماذا نريد نحن لأنفسنا؟ وليس ماذا يريد ساكن البيت الأبيض لنا؟