الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«خليفة بن سلمان».. الكبير المخضرم

فقدت الساحة الخليجية والعربية زعيماً من الطراز الفريد، خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين السابق الذي وافته المنية الأربعاء الفائت، كان رحمه الله رجلاً مخضرماً من الجيل الذي عاصر مختلف الأزمنة والتحولات المفصلية في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية كاملة، وكان كبير الزعامة أسهم في تحقيق أهم الإنجازات التي ميزت الوجه الحضاري للبحرين اليوم.

ولد رحمه الله في عام 1935، ومنذ صغره نشأ في ديوان والده المغفور له بإذن الله سلمان بن حمد آل الخليفة، فاطلع على شؤون الحكم وحركة الحكومة وعملها الدؤوب، وفي سن باكر التحق بالعمل الحكومي وتولى مختلف المسؤوليات في البلديات والمالية والصحة والتعليم إلى أن تولى رئاسة وزراء الدولة، ثم ترأس أول حكومة بعد الاستقلال عام 1971.

وفي تلك الفترة، ومنذ ستينات القرن المنصرم والأمير خليفة يتولى أدق المهام في الدولة، وهي الفترة التي شهدت الطفرة النفطية والنهضة الثقافية الشعبية، والحراك السياسي المتعدد، واستقلال البحرين عن بريطانيا، واتساع العمران وبناء المدارس بكل مراحلها في مختلف مناطق البحرين، وانتشار المستشفيات والمراكز الصحية، إنها الفترة المؤسِّسة للازدهار الحالي في البحرين، فالحكومات المتلاحقة تحت رئاسته كانت تضع في المقام الأول زيادة النمو الاقتصادي، ورفع وتيرة الاستثمار، وتوفير كافة الخدمات لجميع المواطنين.


على الصعيد الشعبي، كان رحمه الله متواضعاً وصولاً قريباً من الشعب، له مجلس أسبوعي مفتوح لكل راغب في الحضور، وكان دائم التواجد والحضور في المناسبات العامة والخاصة للعديد من الأسر البحرينية، وعلى الصعيد العربي، كان رحمه الله عروبياً منحازاً لقضايا الأمة العربية، داعماً لكل العرب، وكان واحداً من حكماء العرب المصلحين، لم يؤخذ عنه ما يثير الضغينة، أو يبذر الفتنة والشقاق، وكان له حضوره الدولي، وعلاقاته الدولية المتميزة على المستوى السياسي والاقتصادي والتنموي، لقد كان رجل دولة وتنمية وتعمير وبناء ودبلوماسية، قلَّ من يجمع تلك الخصال، وتلك المواهب مثله.


الزمن الذي نشأ فيه رئيس الوزراء الراحل، والتحولات التي شهدها، هي التي شكلت شخصيته، فلم يكن كل شيء سهلاً متاحاً، كان عصر تأسيس وكفاح وتأهيل جيل جديد قادر على تولي زمام المستقبل.

رحم الله سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وأسكنه فسيح جناته، فالبحرين الحديثة لن تنساه أبداً، وسدد الله خطى سمو الأمير الملكي سلمان بن حمد آل خليفة، ووفقه في مهامه الجديدة ولياً للعهد ورئيساً لوزراء مملكة البحرين.