الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

تجارة المعتقدات الدينية

موضوعنا لا يتعلق بالفروقات بين الأديان والطوائف، ولكن بوجود انقسام بين أفراد كثير من المعتقدات الدينية بشأن بعض صور وأشكال الطقوس الدينية الممزوجة بين التعبد والتجارة الدينية.

فالسياحة الدينية تعتبر من صور التجارة الدينية الناعمة غير الضارة بالآخرين، والتي تحقق أرباحاً كبيرة لممارسيها نتيجة توافد الكثير من أتباع هذه المعتقدات، وفي بعض الأحيان ممن لا يؤمنون بهذه المعتقدات إلى زيارة أماكن ومواقع مقدسة، ومن ضروريات السياحة الدينية وكذلك العوامل المسهلة للتعبد بسُهولة ويُسر وجود بنية تخدم هذه السياحة كالفنادق والخدمات المختلفة والأسواق التي تلبي حاجة السائح.

وفي كثير من الأحيان تجاوزت تلك الطقوس من مجرد ممارسة لشعائر دينية إلى نوع من الرفاهية، التي أدت إلى نشوء أسواق ما كانت ستقوم لو حرص الشخص فقط على ممارسة طقوسه، دون البحث عن رفاهية البناء والخدمات التي استحدثها لرفاهيته الدينية.

كما تلعب التجارة الدينية دورها المؤثر على بعض الأسواق بصورة مباشرة أو غير مباشرة سلباً وإيجاباً، نتيجة المواسم والمناسبات المتعلقة بأصحاب هذه المعتقدات، وأسهمت بعض المعتقدات الدينية والطائفية في وجود فرص عمل ودخل للبعض مقابل الخدمات التي يقدمونها لممارسة الشعائر المرتبطة بهذه المعتقدات، ويحصل بعض الأشخاص في هذه المعتقدات على أموال كثيرة ومميزات نتيجة قناعة أغلب أتباع هذه المعتقدات أنهم يستحقون هذه الأموال والمميزات.

ومنذ زمن بعيد تلعب المعتقدات الدينية دوراً في تجارة السلاح وتحقيق المصالح الخاصة للبعض، وذلك لمواجهة المعتقدات بعضها ضد بعض، وفي عصرنا الحاضر يمتطي البعض دابة المعتقد الديني لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لمجموعة محددة بعيدة عن خدمة هذه المعتقدات، واستغلت الدول المصنعة للعتاد العسكري أو التي تريد أن تمرر أجنداتها المختلفة الخلافات الدينية والطائفية لتحقيق أرباح كبيرة نتيجة الصراع بين أتباع هذه المعتقدات.

كما تم إنشاء شركات تسويقية تحت عباءة أديان وطوائف مختلفة وبأسماء مستعارة، ومن نماذجها داعش التي تقدم خدماتها الإرهابية لصالح مموليها عبر القارات وليس لمن تزعم أنها تنتسب لهم، والتي بدأت تجارتها بتهريب البترول لمبتكريها، وتطورت مع مرور الوقت باستخدام اسمها كعلامة تجارية في ارتكاب الجرائم والقلاقل في المجتمعات المختلفة، لتحقيق مكاسب أيديولوجية أو انتخابية أو ابتزاز المستهدفين لتحقيق مصالح مادية.