الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الأسواق العالمية.. وفانتازيا اللقاح

رغم أن اللقاح المرتقب لفيروس كورونا يظل أفضل خبر للاقتصاد العالمي في العام الجاري، إلا أن الأسواق التي تفاعلت بقوة مع الحدث الجلل بدأت في استيعاب الأمور بشكل جيد، حيث أدرك المستثمرون بعقلانية يحسدون عليها أن الجائحة لن تختفي بسرعة كما يتوهم البعض، وأن الحياة لن تعود لسابق عهدها خلال أسابيع، ثم تلاشت الأخبار المركزية للقاح سريعاً، فكانت التراجعات التي أعقبت ارتفاعات قياسية لغالبية الأصول.
استندت موجة صعود الأسواق منذ إعلان شركة فايزر الأمريكية على فانتازيا الوعد بلقاح ناجح، فيما تم تنحية الأساسيات الفنية للتداول، لكن هذه التحركات لم تكن مدفوعة فقط بالعناوين المفرحة للقاح، وإنما كانت أيضاً طامعة بالمضاربة وتعظيم أحجام التداولات، فحققت أسهم السياحة والطاقة مكاسب هائلة، رغم أن الواقع يشي بأن الإغلاقات الراهنة في الولايات المتحدة وأوروبا ستبطئ حركة السفر، وستخطف جزءاً لا يستهان به من الطلب النفطي.
لا يعني هذا، أن معنويات السوق ليست مهمة، بل أحياناً تكون بنفس أهمية العرض والطلب، لكن المطلوب هو عدم التهويل في التعاطي مع معنويات زائفة تؤثر بشكل مؤقت على حركة التداولات، لأن السوق الذي يتصرف بناءً على وعود مغلفة بتفاصيل علمية دقيقة ومعقدة لشركات الأدوية هو سوق يفتقر قطعاً للقدرة على التنبؤ أو الاستقرار، وإلا فماذا يمكن أن يحصل إذا واجه إنتاج اللقاح أو توزيعه عقبات ومشاكل؟ وماذا لو ثبت أنه أقل فاعلية مما كان يُعتقد؟ وبالمقابل، ماذا لو أصبح بالفعل الدواء القادر على صعق الوباء، وإنهاء الأزمة المستعصية؟