الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التسوية السياسية في سوريا

شهد يوما 11 و12 نوفمبر الجاري انعقاد مؤتمر دولي في دمشق للبحث في عودة اللاجئين والنازحين المحليين السوريين إلى ديارهم، شاركت فيه أكثر من 20 دولة و12 منظمة دولية بما فيها الأمم المتحدة.

يمثل هذا الحدث مرحلة جديدة من جهود التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها دمشق تنظيم مثل هذا المنتدى الدولي منذ بداية اندلاع النزاع.

وفي نهاية شهر أكتوبر الفائت، وبعد فترة طويلة من الانقطاع، قام المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا «غير بيدرسون» بزيارة رسمية إلى دمشق، وتم التوصل لاتفاقية تقضي بانعقاد الجلسة التالية للجنة السورية لإعداد الدستور في جنيف خلال شهر نوفمبر الجاري.


وكما هو معروف لدى الجميع، فإن روسيا تواصل جهودها الفعَّالة للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد في الجمهورية العربية السورية، ويُعزى بعض الفضل في ذلك لجهود إيران وتركيا الشريكتين في وضع صيغة آستانا، ولقد تحقَّق الكثير من التقدم بعد القضاء تماماً على بؤرة الإرهاب في سوريا، وتراجع مستوى العنف بشكل كبير، وعودة الحياة الآمنة.


وسُجّلت عودة 850 ألف لاجئ سوري من الخارج إلى وطنهم، ولا يزال 6 ملايين لاجئ خارج سوريا، وتقدّم الحكومة السورية مساعدات ضخمة للعائدين بالإضافة لتسهيل عودتهم بمختلف الأساليب الممكنة، وقد رصدت موسكو أكثر من مليار دولار في إطار المساعدة الإنسانية في سوريا بحيث يتم إنفاقها على تدعيم شبكات الطاقة الكهربائية وتنشيط قطاع الإنتاج الصناعي، وقبيل افتتاح المؤتمر، سلّمت روسيا للحكومة السورية أكثر من 76 طناً من الإمدادات والمساعدات الإنسانية.

ومع ذلك، فإن عواقب الأعمال العدائية كانت كبيرة للحدّ الذي يستوجب تضافر جهود المجتمع الدولي بأكمله من أجل استعادة الحياة الطبيعية والآمنة.

وكان الوفد الروسي الذي شارك في المؤتمر الأكبر عدداً، حيث بلغ عدده أكثر من 30 ممثلاً لوزارات وإدارات مختلفة، وخلال وجود الوفد في دمشق، أجرى اتصالات عمل متعددة مع النظراء السوريين من أجل تفعيل خطة تنسيق الجهود، وتم تسليم حزمة خاصة من المساعدات الإنسانية التي وصلت من روسيا قبل أيام إلى لاجئي مخيّم للنازحين الذين تم إجلاؤهم من ريف إدلب، كما شاركت في المؤتمر عدة بلدان عربية ضمّت الجزائر والإمارات العربية المتحدة وعُمان والبحرين ولبنان بالإضافة إلى الصين وباكستان وإيران والهند، ورفض ممثلو الاتحاد الأوروبي المشاركة في المنتدى بدعوى أن الظروف الأمنية المناسبة لعودة اللاجئين لم تتوفر بعد.