الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مصر وأمريكا في ظل بايدن

كانت ثورة الثلاثين من يونيو نقطة تحول فارقة في تطور شكل العلاقة، وأقول هنا: «الشكل» وليس المضمون، بين الإدارتين، المصرية الجديدة المدعومة بكل الشعب المصري إلا قليلاً، والأمريكية المحملة بتجارب واتصالات وفهم غير مكتمل لحقيقة التغيير الذي حدث في مصر.. ومن هنا كان الاحتكاك ومناطق سوء الفهم المتبادل.

لقد حاولت الجماعة من خلال الجيل الثاني أو الثالث من أبناء القيادات الإخوانية في الخارج، الذين تلقوا تعليماً في بريطانيا وأمريكا وكندا ويتحدثون اللغة بطلاقة، أن ينقذوا آباءهم في مصر، وكتبوا في كبريات الصحف والمجلات ومراكز الدراسات، بل ووصل صوتهم إلى الكونغرس نفسه، كما ذهب وفد غير رسمي من الجماعة في زيارة قبل سنوات قليلة، لمقابلة مسؤولين في نهاية حكم أوباما، حيث قامت الدنيا، ولم تكررها الخارجية الأمريكية في العلن على الأقل، إذ إن الدولة المصرية كانت عازمة على التخلص من هذا الكابوس.

ثم انتهى حكم أوباما وفاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وبدأ يتخلص من إرث سابقه، فقام بتغيير كلي في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، من ذلك نبذ الإخوان وإلغاء اتفاق أمريكا مع إيران، بل والاقتراب من كوريا الشمالية وروسيا.


من 2016 إلى 2020 وخلال السنوات الأربع الماضية، وتزامناً مع إدارة الرئيس ترامب، سعت الدولة المصرية إلى بناء نفسها عمرانياً ومجتمعياً واقتصادياً، وبناء جسور تواصل مع العالم، أتت بثمارها الجيدة.


واستطاعت مصر أن تكون لاعباً مهماً على أصعدة كثيرة، منها على سبيل المثال: ملف مكافحة الإرهاب، وكذلك ملف غاز المتوسط، والأزمة الليبية، والسلام في الشرق الأوسط وغيرها.

التقدم المصري المحرز في هذه المجالات، جعل العمل لمواصلة العمل مع مصر في عدد من ملفات التعاون الأخرى مهماً، بل واكتشف مع الوقت كذب الجماعة والمظلومية المزعومة التي عادة ما تصدرها للجميع.

سيكون فريق بايدن الخاص بالسياسة الخارجية مختلفاً عن سابقيه بكل تأكيد، وسيتعامل مع المعطيات الحالية، فالذين ينزعجون من وصول بايدن إلى الحكم، تناسوا نمو العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وقد شاهدنا في زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة، قبل 14 شهراً إلى نيويورك، حجم التطور في الاستثمارات الأمريكية، والتي هي في حساب تعامل القادة الأمريكيين.. فضلاً عن ملفات الأزمة الليبية، والهجرة غير الشرعية لأوروبا، وملف السلام في المنطقة، وهي ملفات صارت مصر لاعباً محورياً فيها.