السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

خيارات بايدن إزاء إيران

في الوقت الذي كان الرئيس دونالد ترامب يحسب أنفاسه الأخيرة في البيت الأبيض بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية، انطلق وزيره مايك بومبيو الموصوف من باب المبالغة ربما، بآخر المخلصين له، في جولة في الشرق الأوسط ركزت على إسرائيل، حيث زار مستوطنة في الجولان المحتل كسابقة من نوعها، ثم أكد أطروحات واشنطن في القبول بضم جزء من الضفة.

فما معنى الزيارة في وقت الهزيمة الرئاسية؟ ألم يكن أجدى لبومبيو إسعاف رئيسه بزيارة قبيل الانتخابات لا بعدها؟ هذا رأي، لكن هناك مَن يذهب إلى أنّ ترامب يريد وضع مسارات دقيقة من الصعب أن يتجاوزها الرئيس الجديد جو بايدن، وإذا خرج عنها سيكون معرّضاً لدفع ثمن سياسي.

في ملف إيران المهمة أصعب، والغموض المحيط بالتوجه الأمريكي أكبر، لكن الملامح باتت واضحة في جانب العقوبات التي يتجه ترامب لتشديدها بما يشمل انتهاكات حقوق الإنسان، وتطوير الصواريخ البالستية، ودعم الجماعات المسلحة مثل الحوثيين والميليشيات العراقية التي تقصف السفارة الأمريكية، بدلاً من ملف البرنامج النووي الذي يتطلب وقتاً غير متاح الآن لتصعيد إزاءه باستثناء الضربة العسكرية التي بات يستبعد معظم الخبراء حصولها في الأيام المتبقية من الرئاسة.


هنا، سيكون ترامب قد حدد مسارات على نحو غير مباشر للسياسة الواجب السير عليها في عهد بايدن، حتى لو أقدم بايدن على رفع العقوبات والعودة للاتفاق النووي، ذلك أن الصواريخ البالستية التي يمكن لإيران أن تقصف بها أهدافاً في عمق أوروبا وحلفاء واشنطن في طول الخليج، ستبقى الملف العائق من تحقيق التقارب الذي تطمح إليه إيران من تغيير مرتجى من بايدن.


يمكن لإيران أن تتنازل عن ملف الميليشيات وتجمد عملها، وقد بدأت منذ سنوات في العراق تستعد لهذه الخطوة من خلال تحويلها إلى منظمات للعمل السياسي ودمجها بمؤسسات حكومية رسمية، مثل الحشد الشعبي المرتبط بالحكومة العراقية أو الالتحاق بالبرلمان ضمن التنظيمات الشيعية التي تنال الأغلبية منذ سنوات في المجلس التشريعي، كما أنّ طهران تستطيع إطلاق سراح معتقلين من مزدوجي الجنسية لتصنع جواً إعلامياً دولياً لصالحها، وهو ملف لا يمكن حسمه أبداً، كما لا يمكن رسم السياسة الأمريكية من خلاله فقط.

إنّما المعضلة الأساسية التي ستبقى عقبة بين إيران والولايات المتحدة هي الصواريخ بعيدة المدى، ذلك السند الردعي الأساسي لإيران في المنطقة.