السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بين الجزائر والمغرب.. الديبلوماسية هي الأفضل

كتب الباحث الجزائري الدكتور ناصر جابي مقالاً يتحدث فيه عن عزلة الجزائر على الساحة الدولية، على خلفية مستجدات بين البوليساريو والمغرب، واصطفاف معظم الدول العربية مع المغرب.

والحقيقة أنه حالياً يجري الحديث في أوساط النخبة حول هذا الموضوع بالذات، كما بدأ الحديث بين مستخدمي شبكات التواصل حتى بين المواطنين العاديين، حول ضرورة اتجاه الجزائر لتعزيز علاقاتها مع عدد من الدول القوية في المنطقة على غرار تركيا وإيران، فضلا عن العلاقات الكلاسيكية الممتازة مع روسيا والصين، وعدد من الدول الإفريقية على غرار جنوب إفريقيا.

والواقع أن أزمة الصحراء أولاً هي، حاليا بيد الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والتصريحات الرسمية للجزائر تقول إنها «مهتمة» بها بحكم الجوار وليست «طرفاً»، لذلك هي عضو ملاحظ إلى جانب موريتانيا في الحوار بين البوليساريو والمغرب.

ومن حق أي دولة أن تدعم دبلوماسياً من تشاء، وليست هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها خلاف بين الدول العربية بخصوص القضايا الدولية، لكن ذلك لم يفسد العلاقات بين بعضها.

وعلى سبيل المثال هناك تباين في وجهات النظر بين الجزائر وعدة دول عربيّة بخصوص الوضع في ليبيا وسوريا، وعدم تحمس الجزائر للتطبيع مع إسرائيل، وحتى خلال التسعينات لم يكن العرب على قلب رجل واحد، ولا يزال الخلاف موجوداً بخصوص توصيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، على خلفية أن الإخوان في الجزائر يمثلون واقعاً سياسياً، وكانوا جزءاً من التحالف الحكومي في عهد بوتفليقة، وغيرها.

كذلك حدثت أزمة حادة بسبب كرة القدم بين الجزائر ومصر عام 2009 وناصر بعض العرب الجزائر وبعضهم مصر، ومع ذلك لم تحدث قطيعة ولا أزمة دبلوماسية بين الجزائر والدول التي تختلف معها في الرأي، ولا ينبغي أن تحدث حالياً.

وعلى القياس يحدث هذا بين عدة دول، فالأزمات لا تتوقف بين دول الاتحاد الأوروبي من أزمة الهجرة إلى أزمة كورونا، وبين أمريكا والصين ولم تتوقف بين روسيا ودول أوروبا، وكل يدافع عن مصالحه.

ما يحزن في الوضع العربي، هو أننا نفكر بتطرف خلال الأزمات، وأحياناً تتناقش العلاقات بين الدول بين الناس في المقاهي والفضاء العمومي، بدل أن نترك الدبلوماسية للدبلوماسيين.