الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

إدارة بايدن.. وآمال أوروبا

بإعلانه تعيين أنطوني بلينكن وزيراً للخارجية، وجون كيري مكلفاً بملف البيئة، أعربت دول الاتحاد الأوروبي عن ارتياحها العميق لمستقبل العلاقات الأوروبية ـ الأمريكية التي عاشت مرحلة صعبة في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وجاء حجم هذا الارتياح متوازياً مع حجم خيبة الأمل التي تلقتها دول الاتحاد الأوربي مع خيارات ترامب الاستراتيجية، بدءاً من مساندته لعملية البريكسيت، مروراً بتشجيعه لقوى اليمين المتطرف في أوروبا، التي تشكك في نجاعة البنيان الأوروبي الموحد، بالإضافة إلى العلاقات المتشنجة مع منظومة الحلف الأطلسي التي كان يهدد بالخروج منها.

الرئيس ترامب أربك حسابات الأوروبيين في عدة أزمات إقليمية عندما قرر سحب القوات الأمريكية من سوريا والعراق وأفغانستان دون التشاور الضروري مع حلفائه، كما برز خلاف جوهري بين المقاربة الأوروبية والأمريكية في إشكالية محاولة الإرهاب.


واشنطن في عهد ترامب وصلت إلى قناعة، مفادها: إن التحالف الدولي استطاع هزيمة داعش وتقويض إمكانيته، بينما أوروبا تعتقد أنه بالرغم من خسارته العسكرية والجغرافية، لا يزال هذا التنظيم الإرهابي قادراً على إعادة إنتاج صفوفه، وتشكيل خطر حيوي على أمن واستقرار المنطقة.


لكن الموضوع الذي أرَّق عواصم الاتحاد الأوروبي يطال التصرفات التركية، ففي عهد ترامب استقوى رجب طيب أردوغان بالمقاربة الرمادية التي كان البيت الأبيض يتبعها تجاه تصرفاته العدوانية في المنطقة، وسياسة الاستفزاز والعسكرة، حتى إنه عندما عزمت دول الاتحاد الأوروبي أمرها على فرض عقوبات اقتصادية رادعة للقيادة التركية وجدت أمامها إدارة أمريكية تنصحها بعدم المضي قدماً في هذا الطريق، باعتبار أن تركيا عضو في الحلف الأطلسي.

وتتوقع دول الاتحاد الأوروبي من الإدارة الأمريكية الجديدة أن تعيد العلاقات الأوروبية ـ الأمريكية إلى مسارها الطبيعي المبني على تحالفات استراتيجية، وعلى مشاورات مستمرة لمحاولة إيجاد حلول للأزمات الإقليمية.

كما تتوقع أن تتحدث واشنطن إلى أنقرة بلغة أكثر حزماً تضع بعدها حدّاً لسياسة التمرد والاستفزاز والابتزاز، التي تمارسها، منذ سنوات، السلطات التركية ضد الجوار الأوروبي والمتوسطي. كما تتوقع المنظومة الأوروبية إعادة التأكيد من طرف الإدارة الأمريكية الجديدة على أهمية وحيوية المنظومة الأطلسية التي تجسد، على المستوى السياسي والعسكري، متانة العلاقات، والمصير المشترك بين الأوروبيين والأمريكيين.