الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مَن يحارب الجيوش العربية؟

ورقة الدِّين هي اللاعب الأساسي في المحور الذي تقوده تركيا وتدعمه قطر وتشرب منه إيران، وعلى أساسه تجرّ خلفها كل الساعين للهيمنة بلباس الدين.

ولا يخفى أن اللعب على هذا الوتر كانت له تداعيات كبيرة على المنظومات العربية ككلٍ، فلا تكاد تخلو دولة عربية من مؤامرات ومشروع تصدير ما يسمى بـ«الثورة الإسلامية الإيرانية» العابرة لحدود الأوطان، لصالح فكر وسلوك هذه الجماعات المؤدلجة.

أول أهداف هذه المشاريع التخريبية هو ضرب الجيوش العربية وشيطنتها والترويج لكراهيتها أو بوضعها في مواجهة الشعوب، وهذا لا شكّ يستهدف الأمن القومي العربي في مصر وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والجزائر كنماذج، إذ كانت هذه المنظومات العسكرية وعلى مدى عقود من الزمن السّد المنيع في وجه كل تلك المؤامرات.


وفي مسار البحث عن الداعم لهذه المشاريع التخريبية نجد أنَّ ثلاث دول بعينهما ترعى هذه الأدوات، تركيا وإيران وقطر، إذْ تشترك الدول الثلاث في الهدف ذاته «حب السلطة والهيمنة»، فتركيا تبحث عن سلطانها الضائع، وإيران عن مجدها المندثر، وقطر موعودة بقيادة المنطقة العربية، ومشروع الدول الثلاث في أوطاننا يرتكز على المال والسلاح والمرتزقة وزرع الفتنة المذهبية.


المال هو ركن هذه المعادلة الرئيس وهذا ما تبحث عنه أنقرة لتتفادى المنعسكات السلبية على اقتصادها المترنح أصلاً، وبالطبع المُتبرع متوفر في كل وقت ومَن غير قطر جدير بذلك؟ أمّا السلاح فيأتي عبر صفقات مشبوهة لتركيا تُبرمها مع الأطراف التي تقاتل جيوشها، ولا سيما اليوم في «ليبيا» التي لا تتوقف السفن التركية عن نقل الأسلحة إليها ليلاً نهاراً بكميات مهولة تصل إلى حد الإغراق.

العنصر الثالث هو المرتزقة، والذين باتوا سلعة بخسة بيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أصبح متعهد الاتّجار بهم في وضح النهار ولا رادَّ له.

لتأتي إيران وتثخن الجراح أكثر بزرعها ميليشيات طائفية موازية للجيوش العربية في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وتكون بذلك صادرت دور هذه المنظومات العسكرية النظامية ووظفت أذرعها لخدمة مصالحها التوسعية.

السيناريو المرعىُّ من الدول الثلاث لم يقف يوماً عند حد معين، إنما هو باقٍ مهما بقيت نواة لجيش عربي قوي يجعل البلدان العربية مؤمّنة محصّنة تجاه كلّ من يهدّد أمنها واستقرارها، فالهدف الرئيسي هو ضرب المنظومة العربية الموحَّدة مهما كان عصب تلك المنظومة.