الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تجربة الصين في القضاء على الفقر

ليس من السهل أن توفر حياة كريمة لما يقارب 1.4 مليار إنسان، وليس من السهل أيضاً أن تهتم بشؤون كل فرد من هذا التعداد الهائل، لذلك يرى البعض القيام بهذه الخطوة هو ضرب من الخيال، ولكن كانت للصين تجربة مغايرة في إخراج الشعب الصيني من دائرة الفقر، وليس الشعب الصيني فقط، بل أسهمت بتنميتها في إخراج العالم من الفقر أيضاً، فوفقاً لتقرير الأهداف الإنمائية الألفية للأمم المتحدة الذي نشر قبل سنوات، تجاوزت نسبة مساهمة الصين في تخفيض الفقر العالمي 75%، فما كان مستحيلاً وضرباً من الخيال، أصبح واقعاً ملموساً بعد أن أكملت الخطة الصينية في القضاء على الفقر.

عام 2020 هو عام النصر في بناء مجتمع رغيد الحياة والقضاء على الفقر، ففي عام 2013 طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ عند زيارته إلى مقاطعة هونان بجنوب الصين مبادرة «مكافحة الفقر بشكل دقيق»، والتي تهدف إلى وضع مخطط خاص لكل فقير مهما اختلفت الحياة المعيشية للأفراد من أجل التخلص من الفقر بشكل كامل، وتحقيق الهدف المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في عام 2020، وقد تحقق ذلك بالفعل، فخلال السنوات السبع الماضية، استطاعت الصين بالعمل الدؤوب إخراج ما بين 10- 13 مليون شخص من الفقر كل سنة، وانخفض عدد الأشخاص الفقراء من 98.99 مليون في نهاية عام 2012 إلى 5.51 مليون في نهاية عام 2019، وانخفض معدل الفقر من 10.2% إلى 0.6%.

لقد حققت الصين الهدف قبل 10 سنوات من الهدف الذي وضعته الأمم المتحدة للقضاء على الفقر في الصين، وهذه التجربة تعتبر تجربة غنية لكافة الدول، وما فعلته الصين من خطط وبرامج ومبادرات تُعتبر اليوم النموذج الأول في العالم في هذا المجال، فالمعجزة الصينية لم تكن سهلة لكن نتائجها مبهرة، فأنت تتكلم عن أكبر عدد سكان في العالم وتُخرجهم من دائرة الفقر نحو حياة مليئة بالرفاهية، وهذا ما يدعوني لتسميها بالمعجزة، وقد تحققت، وعلى العالم أن يستفيد منها لبناء مستقبل أفضل، فلا يوجد في هذا العالم أصعب من تحدي الفقر، وعلى العالم أن يسلك أفضل الطرق وأقصرها، كما فعلت الصين لإخراج الشعوب من الفقر، الذي يؤثر سلباً على جميع مناحي الحياة الاقتصادية والصحية والتعليمية.