الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إدارة ملونة.. في الولايات غير المتحدة

إن التنوّع في الولايات المتحدة ليس بين الثقافات، بل هو شأن متأصّل في فكرة الثقافة ذاتها فالتنوّع مسألة تأسيسية، كما أن التنوّع، بحسب الرؤية التقدمية للديمقراطيين قوّة محرّكة للتنمية، كما هو ميزة لا يمكن الاستغناء عنها للتخفيف من مستوى الفقر والوصول إلى تنمية مستدامة، ويَدلُّ هذا كله على العلاقة التشابكية لمسألة التنوّع وحسن إدارته، وربطه ببقيَّة مشارب الحياة الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية.

في هذا السياق يُعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالإضافة إلى حنكته السياسية ولباقته الإنسانية، من محبّي الثقافات المتنوعة، كما يُعتبر من أهم الضالعين علماً بالحضارات القديمة في إفريقيا وآسيا مع اهتمامه الخاص بالشرق الوسط، كما أنه ما فتئ يتحدث بإيجابية بالغة عن ثقافات الشعوب المختلفة، كعنصر ثراء ويشدد على أهمية ذلك، مؤكداً بأنه عندما يتم رفض ثقافة ما، وبالتالي رفضُ إثرائها الكوني، فإن العنف لا يكون بعيداً.

إدارة التنوّع بالنسبة لبايدن من أهم مقاييس النجاح في عملية الدمقرطة، وتكريس الفكر الديمقراطي في مرحلة العودة السياسية الأمريكية التي نادت بالتنوع في أرض الأحلام، باعتبار أن مقياس نجاح هذه العملية مؤشر أساسي لتحديد مستوى الديمقراطية، وممارسة الحريات في دولةٍ تجاوزت مسألة الانتقال، وصار لزاماً مراقبة التزامها بالعملية الديمقراطية كقدوة للعالم في هذا المضمار.


مسألة التنوّع الثقافي هذه تتمظهر إذاً بشكل واضح وباهر عبر الإدارة المقترحة للرئيس المنتخب، الذي آثر استحضار مختلف الفئات واللغات، والسرديّات التاريخية، والأديان، والتقاليد، وطرائق العيش، مثل كل الأمور الخاصة بكل ثقافة لكي تدخل البيت الأبيض بعد يوم تنصيبه في الـ20 من يناير 2021، لتدعو العالم إلى احترام التنوع الثقافي، بعد أن تأرجحت لأربع سنوات كادت أن تطمس ملامحها.


إذن هي إدارة أمريكية ملونة، تتنوع في قيادتها الشخوص ضمن إطار ثقافي منفتح، بدءاً من نائبة الرئيس كامالا هاريس بأصولها الإفريقية والهندية، أليخاندرو ماريو كاس وزير الأمن الداخلي، أول مهاجر لاتيني في هذه المنصب، أفريل هينز مديرة الاستخبارات الأمريكية، أول امرأة في هذا المنصب، و ليندا توماس أول امرأة من أصول إفريقية ممثلة الدولة في الأمم المتحدة.

أما المكتب السياسي للسيدة كاملا هاريس فقد شمل 3 نساء من أصول لاتينية و3 من أصول إفريقية، وربما هناك مرشحة من أصول عربية مرتقبة، هكذا، فإذا كانت الوحدة والتنوع شريكين أساسيين يسمحان بالعيش من دون نزاعات، فهل يتحقق ذلك في الولايات المتحدة غير المتحدة في زمن بايدن؟