الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

العراق والسعودية.. أكثر من معبر عرعر

بعد أيام من الاحتفال الرسمي بإعادة افتتاح أهم معبر بري بين السعودية والعراق، بدأت الشحنات التجارية بالعبور، وهو أمل اقتصادي كبير للعراق، الذي هيمنت على أسواقه البضائع والمنتجات المصنعة في تركيا وإيران منذ عام 2003.

في المقابل، اكتسبت السعودية خياراً جديداً في الممرات البرية، غير أنَّ الآمال تتجه إلى أن يكون الانفتاح بين البلدين على نحو واسع ونوعي، وفي مجالات تتجاوز التنسيق الأمني والتبادل التجاري إلى التعاون بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي والنواحي الثقافية والفنية والأدبية.

لتكون المرحلة قادرة على تجاوز عقود ضعيفة ومتذبذبة من التقارب الثقافي بين العراق والسعودية، لا سيما أنَّ الانتكاسة الأولى في العلاقات كانت في أعقاب إزالة الحكم الملكي في العراق في 14 يوليو 1958، ولم تكن العلاقات بعد ذلك برغم تغيير كثير من الحكومات ذات أثر مهم يليق ببلدين عربيين كبيرين.


فهل تجري الآن، مراجعة للبعثات والزمالات الدراسية بما يحقق تبادل الخبرات في نطاق التعليم والجامعات وتقارب أفكار الشباب، ومن ثم يكون الشباب مادة لتأسيس خط مشروع جديد لكثير من القضايا ذات النفع العام؟


في نصف قرن من الزمان، لم نسمع وصول شاعر من السعودية ليقيم أمسيات شعرية في بغداد أو المدن الكبيرة، ولم يكن هناك تبادل زيارات لأساتذة الجامعات إلا في نطاق محدود ونادر.

هناك نقص كبير في سياقات الانفتاح، وتدارك أخطاء الماضي التي كانت نتيجة انغلاق من المفترض أن الأحداث التاريخية والسياسية تجاوزتها إلى غير رجعة.

وعلى الصعيد النسوي، لا جمعيات تتعاون بين البلدين ولا مشاركات ثقافية وفنية وأدبية وصحفية متبادلة، ربما كان قبل 30 سنة أسبوع ثقافي مشترك بين البلدين لكنه كان خاضعاً لظروف أنتجته ولم يكتب له الامتداد والتوسع وانتهى، فضلاً عن أنّ المؤتمرات الثقافية من الممكن أن تسهم في تعاون يضيف الأبعاد الضرورية لضمان استمرار العلاقات العربية بشكل وثيق بعيداً عن منزلقات الظرفية السياسية.

أذكر أنه في ثمانينات القرن الماضي كانت لبرنامج التربية والتعليم في دول الخليج أنشطة سهَّلت من وصول وفود طلابية عراقية صغيرة ثلاث مرات لأداء فريضة الحج والتعايش مع مجاميع من الطلبة السعوديين والخليجيين في مخيمات، قربت كثيراً من المسافات، لكنها كانت خطوات ومبادرات منعزلة لم يكتب لها النمو.