الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الاستراتيجية الجنوبية.. وأمريكا الاشتراكية

إذا كان البديل هو التدمير القومي، فما هي مشكلة القليل من الإفراط النرجسي؟ وبالمثل، إذا كان جو بايدن ورفاقه «اشتراكيين»، فإن أي كذب وأي عمل من أعمال العرقلة في الدفاع عن «أمريكا الحقيقية» له ما يبرره، هذه هي الرؤية الناطقة بلسان حال الطامحين الجمهوريين للرئاسة.

عندما يصف الجمهوريون، ولا سيما المرشحون للرئاسة في عام 2024، الرئيس المنتخب جو بايدن ومرشحيه بأنهم «اشتراكيون»، فإنهم يتحدثون عملياً بكلماته، وتكشف نبرتهم المتوترة عن مستوى من اليأس لتصوير الإدارة المقبلة على أنها إهانة لأمريكا، وهذا لا يتطلب الكثير لرؤيته، على الأقل جزئياً، كآلية لتبرير دعمهم المستمر لرئيس منتهٍ.

بين الديماغوجية والميكيافيلية، تدور النقاشات خلف الكواليس مع تحذيرات من أن الولايات المتحدة ستتغير إلى الأبد، كل هذه الاستراتيجيات الخطابية، الصراخ حول الانتحار القومي أو التخويف المفرط من الاشتراكية أو التنديد بسقوط الحضارة الغربية، تصل ببساطة إلى اليمين الذي يبحث بشكل محموم عن طرق لإثارة الغضب، لقاعدتها الجماهيرية وترهيبها، ما جعل البلاد تحت الحصار من التأثيرات الأجنبية من المهاجرين والاشتراكيين والعلمانيين.


هناك هجوم غير متسق من قبل عدد من قادة الجمهوريين على أن جو بايدن وزملاءه «الماركسيين» و «النقابيين» يعتقدون أنه ينبغي تكليفهم بالرئاسة بدلاً منه، وأصبح لقب «الاشتراكي»، إهانة الجمهوريين للديمقراطيين، شعاراً على أعلى المستويات، يقول الباحثون إن أفعالهم هذه ليست سوى جزء من استراتيجية رفض نتيجة الانتخابات التي أرادوا بها تصوير بايدن على أنه دمية بيرني ساندرز الاشتراكي.


إن إذكاء الخوف من «الاشتراكية» امتناع مألوف عن الشعبويين اليمينيين وفقاً لخبراء الاستراتيجية الأمريكية التقدميين، الذين يعتقدون أن الجمهوريين يسعون لغرس عقلية الغاية لتبرير الوسيلة، وقد يلجؤون لقلب الطاولة على الجميع وتوجيه السياسة بعيداً عن عالم الحقائق، والهستيريون منهم ينتابهم القلق من أن نتيجة هذه الانتخابات قد تؤدي إلى إلقاء كل الكرات في ملعب الديمقراطيين.

يسعى الديمقراطيون بدورهم للسيطرة على مجلس الشيوخ لحزم أمتعتهم المحكمة، والتخلص من التسويف حتى يتمكنوا من سنِّ سياسات موضوعية تخدم التنوع والعدالة والمساواة، لتتماشى مع الجهود لتحديد من هو أمريكي حقاً.

إن إعداد «الاستراتيجية الجنوبية» لجلب البيض الساخطين إلى الحزب الجمهوري، كما تقول المؤرخة والأستاذة والمؤلفة كارول أندرسون، كان تبريراً فكرياً خاطئاً للتصويت العنصري، والسؤال في الأيام المقبلة سيكون: هل هناك شريحة من الحزب الجمهوري تدعو لرفض هذا الخداع وتطالب بالعودة إلى الخطاب السياسي العقلاني؟