السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

معركة النفط.. والخبراء المؤدلجون

رغم استغراق أسواق النفط في التعاطي مع رهانات اللقاح الناجح، باعتباره حجر الزاوية في انتعاشة مرتقبة للطلب، إلا أن ردة فعل الأسعار المتذبذبة تشير إلى بعض ديناميكيات السوق المضطرب، وتسلط الضوء على قضية مزمنة، وهي تضارب توقعات الأسعار بين «الخبراء المؤدلجين»، فعلى سبيل المثال، يشعر محللو بنك الاستثمار الأمريكي «غولدمان ساكس» بالقلق إزاء تطوير تكنولوجيا بطاريات تخزين الطاقات المتجددة، وتحسين جدوى السيارات الكهربائية، بينما على العكس يتفاءل خبراء شركة بريتيش بيتروليوم «بي بي» حيال توسع أسواق السيارات الكهربائية، ولهذا ينبغي النظر إلى هذه التوقعات على أنها مؤشرات على الأماكن التي تستثمر فيها مؤسسات ودول بعينها أموالها.
في وقت سابق من هذا الخريف، أصدرت شركة «بي بي» تقريراً مثيراً للجدل، دافعت فيه عن سيناريو قاتم يُتوقع بلوغ الطلب ذروته في 2020، إلا أن المتابع عن كثب يجب أن يدرك أن هذه التوقعات تأتي في سياق استراتيجية عملاق الطاقة البريطاني التي تستهدف تسريع التحول عن أصول النفط والغاز، أما بنك غولدمان ساكس، فنشر توقعات مختلفة تماماً، حيث يتوقع تنامي الطلب النفطي رغم تصاعد وتيرة التحول إلى الطاقة المتجددة.
وعلى هذا، فإن مثل هذه التوقعات من بعض بيوت الخبرة العملاقة تبدو مصممة لدعم مراكز تداولها في أسواق السلع وبينها النفط، إلا أن الدرس المستفاد للمتداولين الأفراد هو أن كل توقع يقابله توقع مضاد، ولذلك، فإنه عند اتخاذ قرار بشأن أخذ هذه التوقعات على محمل الجد أم لا، فمن المهم فهم الدوافع التي تؤثر على المتنبئين ومؤسساتهم، والأيديولوجيا التي تقودهم.