الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الدّفاع عن الباطل.. مهمة مستحيلة

يسعى أحياناً بعض الكتاب والإعلاميين والمحللين إلى تلميع صورة الحاكم بإرهاق الذات في إيجاد شيء إيجابي وتبرير ما لا يبرر من سياسات وقرارات، فلا يجدون في غالب الحالات شيئاً ما عدا العبارات الشعرية.

والحقيقة المرة، أننا أمة يسير بعض من دولها باتجاه الخروج من التاريخ، فلا حققت التنمية التي وعدت بها الشعوب، حيث لا يزال الجوع يفتك والفقر يستعرض، والأوبئة تتفشى والأمية تسود، وخلافاتنا تتوسع وبذور الفتنة تغرس وتزهر، وخيراتنا تهدر، وصورتنا في الخارج تتشوه، وديننا يشتم.

الملاح أننا أحيانا نتخاصم لصالح الآخرين.. نتخاصم مثلاً عن اللقاح الفعال الذي ينبغي طلبه لشعوبنا الموبوءة الروسي أم الأمريكي أم الصيني؟، وما هو السلاح الفتاك الذي يجب أن نقتنيه الروسي أم الأمريكي أم الفرنسي؟، وما هي الدول التي يجب أن نقيم معها علاقات استراتيجية.. الدول الغربية بالمفهوم الاستراتيجي أم مجموعة البريكس الصاعدة؟، وما هي الدولة التي نراهن عليها لحمايتنا عندما يهددنا الآخرون؟، وأيّ قمح نشتري الروسي أو الفرنسي؟.

كل شيء مرهون للخارج، كل سياساتنا تقوم على الخارج، كل استقوائنا يتم بالخارج وعلى حساب بعضنا البعض، حتى أصبح الخارج هو اللاعب المحوري في الداخل العربي.

أحياناً أستمع لكتاب يدافعون عن دولة عربية على حساب دولة أخرى، لكن هل حقيقة يوجد نظام يستحق الدفاع عنه، فالنتائج تتكلم عن نفسها وبكل اللغات، وأرقام المنظمات الدولية تصنف كثير من دولنا في المراتب البئيسة من حيث الناتج الداخلي الخام، ومن حيث التنمية الاجتماعية، والبطالة ومستوى المعيشة، والتطور التكنولوجي ونسبة الإنفاق على التعليم، لكنها تتصدر القوائم في الفساد وما في القاموس من مستهجنات.

الدفاع عن الباطل صعب.. نشعر به كلما بدأ المتدخل يتلعثم، وفاقد للالتزام، وكلما قرأنا جملاً غير متناسقة وأفكاراً مضطربة، والحقيقة ناصعة واضحة للعيان.

لو كانت حرية التعبير والإعلام بمعناها الحقيقي سائدة عندنا، لما قبل أحد بهذا الوضع المر، وبهذه التفرقة، وبهذا الهوان، لكن الحرية موجودة في انتقاد من لا يملكون السلطة مثل: اللاعب الجزائري الذي ذهب مع فريقه الفرنسي إلى إسرائيل، أو الممثل والفنان المصري محمد رمضان.